نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 208
كان اختراق علي بالذات هذا الحصار الذي أحيط به أبو ذر ، على جانب عظيم من الأهمية والخطورة ، لذلك عاتبة فور رجوعه من وداع الصحابي المنفي ، وسأله عن سبب طرد مروان بوصفه موظفا يمارس وظيفته ، فأجابه بأنه لم يطرد مروان حتى أخذ هذا عليه الطريق ، فقال عثمان : ولكنه مأمور بتنفيذ حكم من أحكامي بوصفي خليفة ، فيقول علي : ولكن الخليفة لا يأمر بمعصية ، ولا ينهى عن واجب وإذا فعل فلا طاعة له ، فيطلب عثمان إليه الاعتذار من مروان حسما للنزاع ، فيقول له علي : إن شئت اعتذرت إليك ، أما مروان فلا أطمعه بذلك ، لا لشئ إلا لأن اعتذاري إليه يقوي سيطرته عليك . ويزيده قوة على قوته في حملك على سياسته الرعناء ، وكم تكون صالحا لو نزعت هذا الشيطان الحقير من صدرك . وكأن العقدة النفسية التي بدأت تطارد عثمان وجدت هي الأخرى مدخلها إلى المكابرة ، لقد كان يرى عليا مقتصدا ناصحا لا تدفعه أحقاد ، ولا تحدوه أطماع ، مما يدفع ويحدو غيره من زعماء المعارضة ، ولكنه يحتقر غير علي ، ولا يراهم أكفاء معارضته أو الإطاحة به ، ثم كان مدفوعا بغريزة التبرير إلى التفتيش عن سبب قاهر يعلل له هذه الصيحة الطاغية ، ويقنعه في أعماق نفسه بكفاءة خصمه في آن واحد ، لهذا وذاك تشبث من هذا المدخل باتهما علي تشبثا يشبه أن يكون مرضا نفسيا ، ولم يغفل عن هذا علي فقد أشار إليه غير مرة في حواراتهما حول هذا الموضوع ، ومهما يكن من شئ فقد عظم
208
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 208