نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 175
بعد أن استوضحه عمه - أسرار الشورى واتجاهاتها المختلفة ، فأشار عليه العباس بالترفع عن جلساتها ، ولكن لعلي مذهبا مثاليا واقعي المثالية لا يتنازل عنه لذلك خالف عمه ، وأطاع مذهبه المتعرض أبدا للتضحيات ، راسخا - على اختلاف الأحداث - رسوخ الحق ، مكتفيا من النجاح بالترفع عما يخس رجل الدين في فرض مصالحه العليا على الدنيا . كان الستة وحدهم في الغرفة ، وكان بباب الغرفة أبو طلحة الأنصاري على رأس كتيبة من رجاله تصطف دونه اصطفافا عسكريا وكان خلف هذه الصفوف جمهور غفير من الناس هم مجندون أيضا ، وكان الجمهور الغفير صفين يتجندان لرأيين لا ثالث لهما ، في الغرفة ستة مرشحين هذا صحيح ، ولكنهم كانوا في حساب الناس : كل الناس ، اثنين لا أكثر ، هما علي ، ومرشح عمر ، ولا يشك من حضر أن أولهما كان أخطى بالكثرة ، وأرجح بأهل السابقة والثبات ممن يتكلم باسمهم عمار والمقداد ، وأن ثانيهما كان محروسا بالقوة معتمدا على تأييد حزبين حكوميين : أحدهما : ممثل بحراب أبي طلحة ، وثانيهما - ممثل بنفاق ابن أبي سرح صفي الجمهور ، وروى من شهد تلك الأيام أن حماسة الجمهور بصفيه كانت حماسة حافزة ضاجة ضارية ، وكان صخبها يخترق صفوف الجند ، ويكسر أقفال الباب ، متدفقا يملأ أسماع الستة في خلوتهم ، بالواقع الذي لا يعترف بأربعة منهم ، ولا يجاملهم ولو بكلمة . الهتاف من الخارج يأتي واضحا صريحا يعلن اسم علي
175
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 175