responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 16


لها الحق ووضح لها الطريق ؟ . وما حاجة الشيخ والكهل معا إلى أجسام الشباب ، وعضلات الأحداث مما ننتظره لصبر ممتحن أو إقدام مقدام ؟ وما الفتوة ؟ هل هي سن ؟ وميعة صبا ؟
هل هي مرحلة معينة من مراحل العمر ؟ الواقع أنها ليست كذلك . وإنما هي إيمان يكبر حظك منها كلما كبر حظك منه ، هي حماسة إيمان تلبس إهاب الكهول والشيوخ كما تلبس إهاب الشبان الأحداث ، فتنشئ في هؤلاء وهؤلاء ما ينشئ الشباب الجلد القوي الصبور ، وتحرك منه في هؤلاء وهؤلاء ما يحركه من عزم ونشاط ونفاذ وحيوية وتوقد ومضاء ، وكم يافع منطفئ الجذور كليل الحد تسقطه القوة من حسابها وإن أعجبك منظره ، وكم معمر متوهج الجمرة مشبوب الهمة تحتضنه الفتوة الأصيلة وإن نبأ في العين مظهره .
وكانت الفتوة تزيد في صاحبنا على نفسها في غيره زيادة مضاعفة . كان لا يشك هو ، ولا يشك معه عدوه ولا صديقه ، في أن لسيفه ميزة ، فإذا أهدت السيوف إلى خصومها ضربا واحدا من الموت ، فإن سيفه يهدي إلى خصمه وخصم صديقه ضربين : أيسرهما فناء الجسد ، وأشقهما لعنة الأبد . ثم كانت تضاعف فتوته ميزة أخرى لنفسه كميزة سيفه . كان يعلم هو ، وعدوه وصديقه لا يجهلان أنه مع الحق سلم أو قتل ، وأن خصمه مع الباطل انتصر أو خذل ، وأية حماسة أدعى للفتوة من حماسة إيمان تهدي إلى عدوها موتين أحدهما أخزى من الآخر ، وتدخر لصديقها حياتين أخراهما أبقى من الأولى ؟ .

16

نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست