نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 143
وما كان هؤلاء وحدهم في الميدان ، فقد كانت عامة المستضعفين على مثل هذه الحال من الارتباك والحيرة ، وكان الحزب الأموي في الأقوياء على هذا الرأي من زاوية أخرى ، وكان الأنصار أنفسهم هؤلاء الذين بايعوا أبا بكر على هذا الرأي ، وكانوا يقولون لو داهمنا علي وداهم أبا بكر في السقيفة لما اختلف عليه اثنان ، كانت المدينة كلها على هذا الرأي ، وكل هؤلاء لم يكادوا يصدقون حدوث ما حدث ولم يكن المتآمرون على حق علي يتوقعون تطورا يؤدي إلى مأساة كهذه المأساة التي عقائد ، وطاشت بعقول ، ولكن مؤامرات المتآمرين لزمتهم فسكتوا مكرهين ، وساعدهم على السكوت طاقة التضحية الهائلة التي لمسوها في علي ، وكان الارهاب كافيا لإسكات الجماهير بعد ذلك . لم ينفرد إذن عمار بهذه الحيرة المستبدة القاسية ، ولم تقتصر مشاركته في هذه الحيرة على صاحبيه وغيرهم من شيعة علي ، بل عمت المدينة كلها ، وساعد عمر بدوره على تعميمها فأخطأ بخطته هذه ، بمقدار ما أصاب في الميزان السياسي بوقفته من وفاة النبي . أراد أن يحمل عليا على البيعة ، فحمله علي على أن يحشد أكثر ما يمكن من حشد الناس ، وأراد عمر أن يري هذا الحشد قوة العهد الطالع ، فأرى علي الحشد ظلم هذا العهد ، وأراد عمر أن يرى عليا مبايعا ، فأراه علي أنه مخطئ ، وأراد عمر أن يصغر من قدر علي ويقلل من هيبته ، فازداد علي في نفوس الناس رفعة ومهابة ، وأراد عمر أن يسدي
143
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 143