نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 142
ولم ينفرد عمار بهذا الذهول فقد ذهل سلمان الفارسي وهو ما هو رسوخا في المعرفة ، أقبل عمار إخوانه على أميره وهو معتقل وراح يحدق بوجهه فرآه صافيا لا يشير إلى اشتباك ، ولا يأمر بخصومة ، صفق سلمان أول الأمر حسرة على الأمة ، وقال ( أسلموا وما أسلموا ) ثم عاد يحدق بوجه أميره فيراه صافيا ، فينقلب حائرا ذاهلا ولا يلبث حتى يجد الكلمة التي تخرجه من مأزق عمار فيقول : ( ما أنا وذا ، لو شاء لقلب ذي عل ذه ) لا مغاليا بل معبرا على قدرة علي على النهوض لولا خشية الفتنة ، ويتابع فيفسر غرضه بقوله : " ويحهم لو بايعوه لما اختلف منهم اثنان " [1] . والمقداد لم يكن أقل من أخويه ذهولا وحيرة ، أقبل معهما كما أقبلا وكما أقبل غيرهما ، فنظر في وجه أميره ، فرأى وجه الأمير صافيا لا يبشر إلى اشتباك ولا يأمر بخصومة ، فطارت عيناه من وجهه ، ثم غاصت في صدره ، وراحت حدقتاه تضيقان وتتسعان ، وتدوران وتعودان إلى وجه أميره عسى أن تبدو على ملامحه إشارة إيعاز أو إيماء فتك ، ولكن الوجه الكريم صاف منبسط كالعهد به ، والمقداد يهرول وعيناه شاحبتان تنتظران الإشارة من وجه علي ، ووجه علي بسام لا أثر فيه لخصام .
[1] كان أبو ذر غائبا عن المدينة فلما عاد ، وكل شئ منته ، قال قول سلمان ، وأسف لسوء تصرف الأمة وخسرانها بالعدول عن علي وبمخالفتها لأمر النبي .
142
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 142