نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 14
علامة الهدى قد تعجب لكهل انصرف من عقده الرابع أو كاد ، يسلط عليه من حز الحديد ، ومن لفح النار ، ومن ضغط الماء ، عذاب نكر ، فلا يستخذي للعذاب ، ولا يحفل به ، ولا يباليه بل يقبل عليه مرة بعد مرة في مرات كثيرة ، مطمئنا له راضيا به ، لكأن أطراف الأسنة ، وألسنة النار ، وضغط الماء أشياء من دغدغات حبيب تثير الرضا لا السخط ، وتدعو إلى الاغتباط لا إلى الحزن وتحيي الرجاء لا اليأس . وقد تعجب لشيخ ينصرف من عقده العاشر أو يكاد ، يسلط هو على عدوه من سيفه نارا تشبهها النار ، ومن عزمه حديدا أصلب من الحديد ، ومن اندفاعه سيلا أعنف من السيل . وقد يبطل عجبك من هذا وذاك ، حين تعلم أن هذا الشيخ الفتى المستطيل ، إنما هو ذلك الكهل الشاب المضطهد نفسه ، وأن هذا الإنسان الراسخ في حاليه لم يستقبل الفتنة المنكرة كهلا ، ولم ينزل فيها العذاب الشديد الغليظ عن بدنه ، إلا من أجل عقيدة كانت ما تزال طرية الغرس في نفسه ، وأنه لم يمتشق في شيخوخته سيفه العاصف المتأجج المرهوب
14
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 14