responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 135


أنه لا يجهل أن أبا الفضل يدين لابن أخيه بالرئاسة ، ويعطيه من نفسه الخضوع . فإذا تقدم إليه بالعرض ، وبذل له البيعة قال له العباس : أصلحك الله - أبا سفيان - ألا تعلم أن ابن أخي أمير علي ؟ توجه إليه بما تقدمه إلي أكن معك ، فقال أبو سفيان : ولكنه رفض . فضحك العباس وقال : لقد تقدمت إليه قبلك بالبيعة فأباها لأن النبي عهد إليه بالصبر ، وهو مقيم على عهد الرسول يضحي بمنصبه ليحفظ الإسلام ، ويطبق مبادئه ، ولا يسع العباس أن يطلب شيئا يرفضه علي .
وكان يعلم أبو سفيان أن النصر في يومه ذاك لا يرجى إلا بعلي ، وكان من الطبيعي أن يعود إلى حزبه بعد رفض علي بتوجيه جديد في انتظار فرصة جديدة منكفئا إلى حجره ، ويأتي عمر إلى هاتين الحلقتين فيحملهما على البيعة ، فتبايعان معتقدتين أن قعود علي كان أقوى دعامة في بيعة أبي بكر . وقد لا يجهلون أن سبب قعوده إنما هو الحرص على الوحدة في مواجهة المرتدين من العرب خارج المدينة ، وأنه لو نهض لانشغل بجاد الحزب الظافر ، وأشغل الحزب الظافر في تلك الجبهات المفتوحة ، ومكن آخر الأمر للردة أن تجتاح المدينة وتطفئ نور الإسلام ، فكانت مصلحة الإسلام عنده مقدمة على حقه الذي أقعده عنه هذا الظرف الدقيق الحرج .
بقي النبي مسجى يومين والناس يختلفون على ميراثه ، ويتقارعون بالحجج والسياط باسمه ، وهو لقى بين وارثيه الحقيقيين . نساؤهم يلتدمن وينحن ، ورجالهم يذكرون الله

135

نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست