responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 123


الواقع إنها لموهبة في التأثير على الجماهير وضعت بيد عمر من حسن مواتاته للمناسبة بعض الزمام ، فبهر الجمهور وبلبله وقطع عزائمه بما أضاع من رشده . وظل قائما عليه خطيبا لا يهدأ ولا يستريح حتى أقبل أبو بكر من ( السنح ) ورآه كما هو فلم يعارضه ، بل أخذ طريقه هادئا وقورا إلى دار النبي ، فاستأذن ودخل ، وكشف عن وجه النبي فقبله ثم رد البرد على وجهه ونهض إلى الناس ، فأومأ إلى عمر أن يسكت ، ولكن عمر مستمر ، ويقول له : على رسلك يا هذا ، ولكنه يستمر ، فلما رآه لا ينصت أخذ هو الآخر يتكلم ، ويسمع الجمهور خطيبا آخر ، فيلتفت إليه في حيرة وارتباك مستطلعا ما عنده وينصرف الناس عن عمر إلى صاحبه ، فإذا أبو بكر يناقض صاحبه فيقول : ( أيها الناس إنه من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) .
كان هذا هو الكلام المقبول المعقول الملائم للواقع الذي عجب الناس كيف لم يقولوه من قبل ، وزاد في قبوله وتعقله وواقعيته وحسن وقعه أنه جاء وادعا بعد عنف عمر ، هادئا بعد صخبه ، مريحا من قلقه الذي أربكهم وحيرهم ، ومناهم من الشرور بمصاب كمصابهم بالنبي ، وما يدرينا فلعل عمر لم يقصد إلى غير هذا ، لعله أراد - مع الذي أراده من تأخيرهم

123

نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست