نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 119
بينهما ، فمن أخذهما معا أخذ بالهدى ومن اكتفى منهما بواحد فقد أضاع الجميع . فهما معا من الإسلام كالأجزاء من الحقائق المركبة ، نقصان جزء منها يخرج المركب عن حقيقته ، فيغير طعمه في المذاق ويذهب فائدته في الأثر ، ناظرا - صلى الله عليه وآله - من هذا إلى أن الأمة أحوج إلى رجل القانون منها إلى القانون ، بداهة أن القوانين سلطات معلقة لا تتنجز إلا أن ينجزها رجالها ، ولا تثيب ولا تعاقب ولا تعلم ولا تربى إلا بعلمائها الأقوياء النافذين المسموعي الكلمة فإنها تهيأت القوانين ولم يتهيأ لها رجالها المخلصون بقيت معلقة لا تمنع فسادا ، ولا ترد طغيانا . قال المحدث : وشهد عمار في قصة هذا الكتاب أعجب ما يرى من بني حكيم حليم يبذل أقصى ما عنده من نصح ، وأعجب ما يرى من أمة تبذل أقصى ما عندها من رفض هذا النصح ولكنه يرى النبي - وهو في ساعات النزع - يمضي إلى أمر ربه كالعهد به غير مصدود ولا منثن ولا متردد ، لا يهوله الموت ولكن يهوله أن يرى إلى أمته تجمح ، ويشفق عليها من جماحها ثم لا يملك لها من ساعاته الأخيرة إلا أنصح النصح وأهدى الهدى . كانت الغرفة غاصة بالصحابة من مهاجرين وأنصار ، وكان صدره الكريم غاصا بهموم الخلافة ، ومصير العترة ، وفتنة الأمة ، وضياع الرسالة . ولم يكن القوم أقل اهتماما منه بهذه المشاكل وإن فكروا بها من زواياهم التي لا تلتقي وتفكير النبي
119
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 119