نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 73
نفهم ما تقول ، فجاء الجواب : انما أنا بشر ، أتكلم بنفس الكلام الذي تتكلمون فيه وبنفس المنطق ، وما أخبركم به ليس من عندي انما هو من عند الله تعالى . وكونه بشرا لا ينافي اعطائه العلم اللدني ، لذا كان أمير المؤمنين يصرح بذلك فيقول : " أنا بشر مثلكم أجرى الله على يدي المعاجز " ( 1 ) . * ويجاب عن الآية السادسة : بما فسرها الإمام الباقر ( عليه السلام ) بقوله : * ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ) * فالذي أبداه فهو للناس كافة ، والذي لم يحرك به لسانا أمر الله تعالى أن يخصنا به دون غيرنا ، فلذلك كان يناجي به أخاه عليا دون أصحابه " ( 2 ) . فتكون الآية مؤيدة للعلم اللدني لا نافية له . قال الشيخ الطبرسي في الآية : لا تحرك به لسانك لتعجل قراءته بل كررها عليهم ليتقرر في قلوبهم فإنهم غافلون عن الأدلة ، ألهاهم حب العاجلة فاحتاجوا إلى زيادة تنبيه وتقرير ( 3 ) . على أن الآية ظاهرة في علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) للقرآن قبل تعليم جبرائيل له ، كما يأتي تفصيله في آية : * ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) * ( 4 ) . في الترجيح بين الطوائف العشرة فارتقب ( 5 ) . * اما الروايات : فالرواية الأولى وأمثالها النافية لعلمهم للغيب واضحة انها كانت تريد أن ترد على الغلاة ، فهم ينفون الغيب المساوق للغلو ، لا علم الغيب الذي يكون من الله تعالى .