نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 45
وعن أبي سعيد قال : " لما أسرى بالنبي اقترب من ربه فكان قاب قوسين أو أدنى " ( 1 ) . وعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) في قوله تعالى * ( دنا فتدلى ) * قال : " ذاك رسول الله دنى من حجب النور " ( 2 ) . ومن العجيب ما روى ان القصة في جبرائيل ، وانه هو الذي دنا فتدلى ، والعجب فيه أن الله تعالى إذا يريد أن يدني جبرائيل منه لماذا يحضر النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ؟ وهل يراد بالإسراء والآيات مدح النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتبيين فضله أم مدح جبرائيل وتبيين فضله ؟ ! مع أن البعض منع ونفى ركوب جبرائيل مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) على البراق لاختصاصه بشرف الاسراء ( 3 ) . هذا إضافة إلى أن الآيات كلها في سياق واحد : * ( ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ) * إلى آخر الآيات . اما قوله تعالى : * ( علمه شديد القوى ) * فقيل ان الذي علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو جبرائيل ، وقيل إن معلمه هو الله تعالى ( 4 ) . ولكن بقرينة قوله تعالى : * ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) * والتي فيها أن الله هو الموحي لعبده بالمباشرة والمشافهة ، يتعين كون المعلم هو الله تعالى ، وعلم الله لا يكون إلا لدنيا ، إذ الكسبي زائل متغير كما يأتي ، وهو المطلوب . ويؤيده ، إضافة لما مر من روايات خاصة ، وروايات تخلف جبرائيل الدالة
1 - الدر المنثور للسيوطي : 6 / 123 مورد الآية . 2 - الدر المنثور : 5 / 148 ، 149 مورد الآية . 3 - تاريخ الخميس : 1 / 310 ذكر قصة المعراج . 4 - راجع تفسير الميزان : 19 / 27 مورد الآية .
45
نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 45