نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 38
التفصيل حول العلم يتنافى مع حقيقة العلم الذي هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء . على أنه يتنافى أيضا مع حقيقة علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وزمان حصوله وكيفية ذلك . فان الحكمة والقرآن هي قسم من العلوم الإلهية التي علمها الله لنبيه بقوله : * ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) * ، أو حتى قوله * ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) * . فليس المراد أن العلم قسمان : قسم لأحكام القرآن والحكمة الإلهية ، وقسم لبقية الأمور . لأنه : أولا : الآية مطلقة * ( ما لم تكن تعلم ) * فكل ما لا يعلمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام الله عز وجل بتعليمه إياه مباشرة ، وبلا توسط مخلوق ، فكان لدنيا ، وهو شامل لأحكام القرآن من حلال وحرام وقصص ومواعظ ، وحكم ومعارف إلهية ، وأمور غيبية ، وما شابه ذلك . قال الشيخ الطبرسي في الآية : ( ما لم تعلمه من الشرائع وأنباء الرسل الأولين ، وغير ذلك من العلوم ) ( 1 ) . ثانيا : هذا ينافي صريح القرآن الكريم وانه فيه تبيان كل شئ ( 2 ) كما يأتي في كثير من الروايات . والخلاصة : علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علم واحد لا يتجزأ ، وهو علم لدني بكل شئ ، الشامل للقرآن والحكمة والأمور الغيبية ونحوهم . ولا يلزم لغوية نزول القرآن على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لما قلنا إن المراد بالنزول هو التدريجي ، اما لمؤانسة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) - نظير نزوله على فاطمة ( عليها السلام ) - ، واما لتذكيره ( صلى الله عليه وآله ) بالآيات ، لا لتعليم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المستتبع لجهله ، وأعلمية جبرائيل
1 - مجمع البيان : 3 / 168 مورد الآية . 2 - قال تعالى : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ) النحل : 89 .
38
نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 38