نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 170
والله سبحانه وتعالى أنزلهم على فترات مختلفة ابتداء برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى الإمام المهدي ( عج ) ، وجعل لكل إمام ( عليه السلام ) مدة محددة يقضي فيها مع أصحابه ليهديهم ، فإذا انتهت مدة الإمام الأول انتقلت المهمة إلى الإمام الثاني وهكذا . وعند انتهاء مدة الإمام الأول ، فان العلة التي اقتضت هبوطهم من عالم الأنوار وعرش الرحمن ترتفع ، وإذا ارتفعت العلة وجب ان يعودوا إلى مقرهم الطبيعي . ويؤيده قول رسول الله للرضا ( عليهما السلام ) : " ما عندنا خير لك " ( 1 ) . وقد تقدم أيضا في الكتاب الأول أحاديث ان الإمام قلبه مع الله وشخصه مع الخلق ، فهو عيشه الدائمي مع الله ، ولكن لمصلحة الهداية كان مع البشر . ويؤيده ما تقدم في الإمام الحسين ( عليه السلام ) انه خير بين النصر ولقاء الله فاختار لقاء الله ( 2 ) . وما روي عن امامنا زين العابدين ( عليه السلام ) : " والله لا يشغلني شئ عن شكره وذكره في ليل ولا نهار وسر ولا علانية ، ولولا لأهلي علي حقا ولسائر الناس في خاصهم وعامهم علي حقوقا لا يسعني إلا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتى أؤديها إليهم ، لرميت بطرفي إلى السماء وبقلبي الله ثم لم أردهما حتى يقضي الله على نفسي وهو خير الحاكمين " ( 3 ) . ويؤيده أيضا ما روي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) في سبب إقدام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على الصلاة في المسجد مع علمه بابن ملجم وقتله له قال ( عليه السلام ) : " ذلك كان ولكنه خير في تلك الليلة لتمضي مقادير الله عز وجل ( 4 ) .
1 - الكافي : 1 / 260 ح 8 و 6 . 2 - المصدر السابق . 3 - الآداب المعنوية للصلاة : 313 . 4 - أصول الكافي : 1 / 259 باب علمهم بموتهم .
170
نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 170