نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 16
مختلفة فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان في بداية الدعوة الإسلامية وقريب عهد بالجاهلية . بينما أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جاء بعده بسنوات ، وهكذا الأئمة واحدا بعد واحد . وإذا أردنا أن نبرم هذا الكلام فلا بأس بنقل كلام لسماحة الشيخ محمد الحسين المظفر الذي يصلح أن يكون جوابا عن هذا المطلب : قال بعد أن ذكر توقف الرسالة على علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بكل الأشياء : فعلم الرسول بالعالم وإحاطته بما يحدث فيه وقدرته على تعميم الاصلاح للداني والقاصي والحاضر والباد ، من أسس تلك الرسالة العامة وقاعدة لزومية لتطبيق تلك الشريعة الشاملة . غير أن الظروف لم تسمح لصاحب هذه الرسالة ( صلى الله عليه وآله ) أن يظهر للأمة تلك القوى القدسية والعلم الرباني الفياض . وكيف يعلن بتلك المواهب والإسلام غض جديد ، والناس لم تتعرف تعاليم الاسلام الفرعية بعد ؟ ! فكيف تقبل أن يتظاهر بتلك الموهبة العظمى وتطمئن إلى الايمان بذلك العلم . بل ولم يكن كل قومه الذين انضووا تحت لوائه من ذوي الايمان الراسخ ، وما خضع البعض منهم للسلطة النبوية إلا بعد اللتيا والتي وبعد الترهيب والترغيب " ( 1 ) . أقول : عدم افصاح النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) عن كنه علمه كان بالنسبة لعامة الناس . وإلا فقد أفصح لخاصة أصحابه عن كنه حقيقته وحقيقة علمه ، بل وفي بعض الأحيان كان يفصح للكثير من الصحابة عن بعض الأمور الغيبية أو الغامضة الجديدة ، كما تقدم في كثير من الأحاديث حول عالم الأنوار ، وانه كان حول العرش هو وآله ، وانه كان نبيا وآدم بين الطين والماء . إضافة إلى أحاديث أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وصف النبي الأعظم وعلمه وانه علمه ألف باب من العلم يفتح منه ما أراد ، والذي يشعر بأنه ليس تعليما كسبيا ، بل إشارة إلى المنحة الربانية التي أفاضها النبي على آل محمد ( عليهم السلام ) . وسوف يأتي في كلام الغزالي ما يشير إلى ذلك .
1 - علم الإمام : 9 - 10 .
16
نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 16