نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 13
إجمالا ؟ فلا بد من معرفة كون النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) أفضل أهل زمانه من ناحية العلم وغيره . وعليه فالنبوة والإمامة متوقفة على معرفة الأعلم ، نعم ثبوت النبوة يحصل بالمعجزة . ولا يمكن معرفة الأعلم إلا بعد الاطلاع على كل علومه وعلوم الآخرين . لان كل أعلم نبي أو وصي لوجوب تقديم الأفضل على المفضول كما دلت عليه العقول والنقول ( 1 ) . ان قيل : كان الخضر أعلم من موسى ( عليهما السلام ) . قلنا : أولا لا نسلم كونه أعلم ، وذلك لما حققناه أن الأعلم أعلم في كل شئ ، والخضر لم يكن أعلما من جميع الجهات ، فموسى كان أعلم منه بالرسالة السماوية التي أرسله الله ليبلغها للناس ، وإلا لكان الواجب إرسال الخضر عوضا عنه . ثانيا : علم النبوة المشروط في الباب هو العلم الذي يحتاج اليه الناس في حياتهم ، أو الذي يجب على النبي ( صلى الله عليه وآله ) معرفته ، ومعلوم علم الخضر لم يكن كذلك ، انما كان علما بالأمور الباطنية . * واما كون علم الإمام من الضروريات : فإن معرفة الإمام ضرورة من ضروريات الدين ، فلا بد أن يكون العلم - كصفة مهمة من صفات الإمام بل المعرفة قد تتوقف عليه - أيضا ضرورة من ضروريات الدين . نعم على ما تقدم من الفرق بين أهل العلم والعوام فان العوام لا يقدرون على المعرفة لعدم تحقق القدرة فيهم ، فقد لا تكون بالنسبة إليهم ضرورة ، نعم لو التفتوا إليها لعلموا ببداهتها . سبب اخفاء النبي للعلم الرباني قد يقال ان أكثر الروايات عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) والقليل منها عن رسول
1 - سوف يأتي تفصيل ذلك في الكتاب الرابع .
13
نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 13