نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 7
هذا مع غاية اجتهاده في التوجه إلى مولاه ، وقيامه بأوراد العبادة حتى يكل قدماه ، وهو مع ذلك قائم بالنظر في أحوال معيشته على أحسن نظام ، وقضاء حوائج المحتاجين بأتم قيام ، يلقى الأضياف بوجه مسفر عن كرم كانسجام المطار وبشاشة تكشف عن شمم كالنسيم المعطار ، يكاد يبرح بالروح وترتاح إليه النفوس كالغض المروح ، إن رآه الناظر على أسلوب ظن أنه ما تعاطى سواه ، ولم يعلم أنه بلغ من كل فن منتهاه ، ووصل منه إلى غاية أقصاه ، فجاء نظامه أرق من النسيم للعليل ، وآنق من الروض البليل . أما الأدب فإليه كان منتهاه ، ورقى فيه حتى بلغ سماه . وأما الفقه فقد كان قطب مداره وفلك شموسه وأقماره ، وكان هوي نجم سعوده في داره . وأما الحديث فقد مد فيه باعا طويلا ، وذلل صعاب معانيه تذليلا ، وشعشع القول فيه وروقه ، ومد في ميدان الإعجاز مطلقة ، حتى صار نصب عينه عيانا . وجعل للسالكين في طرقه تبيانا ، أدأب نفسه في تصحيحه وإبرازه للناس حتى فشا ، وجعل ورده في ذلك غالبا ما بين المغرب والعشاء ، وما ذاك إلا لأنه ضبط أوقاته بتمامها ، وكانت هذه الفترة بغير ورد قرين الأوراد بختامها . وأما المعقول فقد أتى فيه من الابداع ما أراد وسبق فيه الأنداد والأفراد ، أن تكلم في علم الأوائل بهج الأذهان والألباب ، وولج منها كل باب . وأما علوم القرآن العزيز وتفاسيره من البسيط والوجيز ، فقد حصل على فوائدها وحازها ، وعرف حقائقها ومجازها وعلم إطالتها وإيجازها وأما الهيئة والهندسة والحساب والميقات ، فقد كانت له فيها يد لا تقصر عن الآيات . وأما السلوك والتصرف ، فقد كان له فيه تصرف وأي تصرف .
7
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 7