نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 211
والأرض ، كما ورد في الخبر . وأما مفهومها شرعا الذي هو المقصود بالذات ، فالمشهور بين الفقهاء في تعريفها : إنها ملكة نفسانية تنبعث عن ملازمة التقوى والمروة . واحترزوا بالملكة عن الحال المنتقلة بسرعة ، كحمرة الخجل وصفرة الوجل بمعنى أن الاتصاف بالوصف المذكور لا بد أن يصير من الملكات الراسخة بحيث يعسر زوالها ، وتصير كالطبيعة المستقرة غالبا . وأما التقوى ، فقد اختلف فيها كلام الأصحاب ، فقيل : هي اجتناب الكبائر والصغائر من المكلف الكامل العقل ، وهو اختيار جماعة من أجلائنا كالمفيد ، وأبي الصلاح ، وابن البراج ، وابن إدريس ، وأبي الفضل الطبرسي ، حاكيا ذلك عن أصحابنا من غير تفصيل . وقيل : هي اجتناب الكبائر كلها وعدم الاصرار على الصغائر ، أو عدم كونها أغلب ، فلا تقدح الصغيرة النادرة . ويلحق به ما يؤول إليه بالعرض وإن غايرة بالأصل ، كترك المندوبات المؤدي إلى التهاون بالسنن ، وهذا هو المشهور ، خصوصا بين المتأخرين . وتحقيقه يتوقف على بيان الكبائر . وقد اختلف فيها أقوال الأصحاب وغيرهم : قيل : كل مصيبة يوجب الحد . وقيل : ما يوجبه في جنسها . وقيل : ما يوعد عليه بخصوصه في الكتاب أو السنة ، كالشرك بالله ، والقتل بغير حق ، والزنا ، واللواط ، والفرار من الزحف ، والسحر ، والربا ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات ، والغيبة بغير حق ، واليمين الغموس ، وشهادة الزور ، وشرب الخمر ، والسرقة ، والغضب ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله ، وعقوق الوالدين ، وقطيعة الرحم ، وخيانة الكيل والميزان ، ومنع
211
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 211