نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 197
والحق أن حصول الأمرين المذكورين هنا بالتعليم لا بالفكر ، وبينهما بون بعيد ، فلا دخل للمنطق فيها حينئذ . وأما الكلام ، فالحق أنه غير مشخص ولا متميز ، لا من حيث الموضوع ولا من حيث المحمول ، ولذا ترى بعضهم يقول : موضوعه الوجود المطلق . وبعضهم يقول : هو ذات الواجب وصفاته . وأما المحمول ، فإن محمولات مسائل كل علم على معتقدهم لا بد أن يكون من الأعراض الذاتية لموضوع العلم ولو بنحو من التكليف . وأنت خبير بأن من جملة محمولات مسائلة رسالة الرسل وإمامة الأئمة صلوات الله عليهم وأمثالها فبأي تكلف يعتبر [1] يرجعان وأمثالها إلى الذاتي للموضوعين المذكورين . وأي علم يكون مسألته قضية شخصية . والحق أن المسمى بالكلام في هذا الزمان مسألة متفرقة من الرياضي والطبيعي والإلهي وغيرها ، ولا شك أن الإيمان لا يتوقف عليها ، ولا نزاع أن الاجتهاد على قدر زائد على الإيمان المعتبر في صحة الصلاة وسائر العبادات ، صرح بذلك العلامة قدس سره في النهاية . نعم قد يقال : إنه لا بد من مجتهد في كل زمان قادر على دفع شبهة المعاندين ودفع اعتراض المخالفين ، وهذا مبحث آخر ، وكلامنا هنا في الاجتهاد الذي يتوقف عليه الخروج من عهدة التكليف نظرا إلى جميع المكلفين ، واختلف في وجوبه العيني والكفائي . وأما أصول الفقه ، فكثير من مباحثه لا طائل تحته ، مثل المباحث المتعلقة [2] وأما مسائله ، منها داخل في علوم آخر فحكمه حكم ذلك العلم . وأما القياس