responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 190


وهذا التفصيل مستفاد من الخبر المستفيض الشائع بين الأمة ، من أن النبي صلى الله عليه وآله لما بعث معاذ للقضاء إلى اليمن ، قال له : بما تحكم يا معاذ ؟ قال : بكتاب الله ثم قال : فإن لم تجد فيه ؟ قال : فبسنة رسول الله . قال : فإن لم تجد فيها . قال :
باجتهادي [1] .
فظهر مما تلو نا عليك أن الاجتهاد علينا ببركة المعصومين صلوات الله عليهم والعلماء الماضين في غاية السهولة ، لكثرة الفتاوى والأحكام المنقولة المروية عنهم عليهم السلام ، وإلا فيتمسك بالبراءة الأصلية والاستصحاب ، وهما طريقان واضحان في غاية السهولة .
ومما يدل على كثرة الأحكام والفتاوى المستفادة من الأخبار أنه نقل الثقات أن أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليه كتبت من أجوبة مسائله أربعمائة مصنف ، ودون من رجاله المعروفين أربعة آلاف رجال من أهل العراق والحجاز وخراسان والشام . وكذا عن مولانا الباقر عليه السلام ، وقريب منهما الكاظم عليه السلام ، وكذا سائر الأئمة عليهم السلام ، فنقل عنهم الأحكام وإن كان بعضهم أكثر من بعض .
قال في الذكرى : لا يقال فمن أين وقع الاختلاف العظيم بين فقهاء الإمامية إذا كان نقلهم عن المعصومين وفتواهم عن المطهرين ؟
لأنا نقول : محل الخلاف إما من المسائل المنصوصة ، أو مما فرعه العلماء والسبب في الثاني اختلاف الأنظار ومباديها ، كما هو بين سائر علماء الأمة . وأما الأول فسببه الاختلاف بين الروايات ظاهرا ، وقل ما وجد فيها التناقض بجميع شروطه .
وقد كانت الأئمة عليهم السلام في زمن تقية واستتار خوفا من مخالفيهم ، فكثير إما



[1] عوالي اللئالي 1 / 83 ، وأخرج في ذيله عن مسند أحمد بن حنبل 5 / 230 و 236 و 242 .

190

نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست