نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 173
العادية ، إذ يجزم بأن الجبل المعهود على كونه حجرا مع احتمال إنفائه ذهبا ، لدخوله تحت الإمكان والقدرة الإلهية . القسم الرابع : من يرد هما بجودة ذهنه وقوة فكره ، لأنه إذا تأمل فيها يجد أنها تؤول إلى أحد أمرين : الدور ، أو التسلسل ، وكلاهما باطلان بشهادة الطبع السليم . القسم الخامس : من لا يقدر على ردها ودفعها بنفسه ، لكنه يوفقه الله تعالى لخدمة العلم واستاد يهديانه إلى دينه أنه [1] ، بأن طلب المحتاج من المحتاج سفه من رأيه وضلة من عقله ، ما لممكن المحتاج في وجوده إلى غيره لا يكون محتاج إليه غيره ولدون وجهين ، وقياس الوجود بغيره فاسد ، فلا يذهب بك إلى خلق الأعمال ، إذ الايجاد الحقيقي شئ ، وكون الانسان فاعلا لفعله شئ آخر ، وبينهما بون بعيد وفرق عظيم [2] . القسم السادس : كلبهم الذي تحير في تيه الضلالة والدور ، وتاه في بادية التسلسل ، ولا يصل إلى مقصوده أبدا ، فيغوى طول عمره ، ويبحث بالباطل ، ويدحض به الحق ، فيغلب على مزاجه مرة صفراء الجهل ، فيجد طعم شهد الحق مرا ، ويشتبه على الحق بالباطل ، فلا يرى الحق حقا ، ولا يرى الباطل باطلا ، فعند ذلك طبع الله على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة وله عذاب أليم . وإنما ينشأ هذه الحالة للانسان من الأنس ببرهان الملاحدة ، والألف بمزخرفات الفلاسفة ، إذ الطبيعة سراقة . وبالجملة فالإيمان هداية ونور من الرحمن ، ولذا قال جل جلاله " يمنون
[1] كذا ، والصواب : يهديانه إلى الحق وينهيانه . [2] في عبارات هذا القسم غزازة وتعقيدات فتأمل جيدا .
173
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 173