نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 158
مشحون [1] بذلك . وانقطاع أبي عبد الله سلمان الفارسي إليه في جميع أحواله وأوقاته ، وكذلك أبو ذر والمقداد ، وخلافهم على أبي بكر وصاحبيه من المعلوم أيضا ، كما يشهد به السير والآثار والنقلة الأخيار ، فلا يغتر عاقل بما زينه حب الدنيا وزخارفها الفانية لهؤلاء الغفلة الذين اتبعوا أهواءهم وآراء أسلافهم ، فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل . وحيث رأى كثير من علمائهم أن الاستدلال بالاجماع لم يتم ، نظرا إلى ما ذكرناه وتحققه عندهم ، عدلوا إلى القول بأن الإمامة تثبت باختيار واحد من المسلمين وإن كان فاسقا ، ويجب على الباقين اتباعه في ذلك ولو جبرا . وممن صرح بذلك من علمائهم المتعصبين محمد بن أبي بكر الأصفهاني ذكر في كتاب ألفه في رد اعتراضات الإمامية عليهم في الإمامة وغيرها . وأنت خبير بأن مثل هذا العدول لما كان من غير عدل ، بل من الفاسد إلى الأفسد ، اتسعت به دائرة الاعتراض وضاقت على هؤلاء مسالك الانقباض ، إذ يقال لهم : كما قبض أبي بكر كم من اختاره [2] ، فقد وفق الله العلي لعلي من اختاره قبل اختيار صاحبكم ، كالحسنين عليهما السلام وسلمان وأبي ذر والمقداد وغيرهم ، فالترجيح معنا ، فماذا يقولون ؟ إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا . وأما حديث أبي بكر فعلى تقدير تسليمه لا يدل على مدعا هم أيضا ، لأن قول الحاضرين " لكنا ننظر " كما يحتمل النظر في السمعيات يحتمله في العقليات فلم يدل على وجوبها سمعا ، وقد علم من هذه الجملة [3] من هؤلاء القوم بعد خلو
[1] ومن الخطب الناطقة بذلك هي الخطبة الشقشقية فتأملها . [2] في ( ن ) : كما قيض لأبي بكر كم من أضاده . [3] في ( ط ) : الملة .
158
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 158