نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 102
وهو ضعيف جدا كثير التفرد بالغرائب . وأبو عمرو الزبيري وهو مجهول ، فسقط الاستدلال به . ولو سلم سنده فلا دلالة فيه على اختلاف نفس حقيقة الإيمان . ألا ترى أنه قال عليه السلام : ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة . فأشار بذلك إلى نفس حقيقة الإيمان التي يترتب عليها النجاة ، وجعل الناقص عنها مما يترتب عليه دخول النار ، فلم يكن إيمانا وإلا لم يدخل صاحبه النار ، لقوله تعالى " وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات " [1] وجعل الزيادة في الإيمان مما يوجب التفاضل في الدرجات . ولا ريب أن هذه الزيادة لو تركت ، واقتصر المكلف على ما يحصل به التمام ، لم يعاقب على ترك هذه الزيادة ، ولأنه عليه السلام جعل التمام موجبا للجنة ، فكيف يوجب العقاب ترك الزيادة ؟ مع أن ما دونه - وهو التمام - يوجب الجنة . وعلى هذا فتكون الزيادة غير مكلف بها ، فلم تكن داخلة في أصل حقيقة الإيمان ، لأنه مكلف به بالنص والاجماع ، فيكون من الكمال . فظهر بذلك كون هذا الحديث دليلا على عدم قبول حقيقة الإيمان للزيادة والنقصان ، لا دليلا على قبولهما . وهذا استخرج لم نسبق إليه ، وبيان لم يعثر غيرنا عليه . على أن هذا الحديث لو قطعنا النظر عما ذكرناه وحملناه على ظاهره لكان معارضا بما سبق من حديث للنبي صلى الله عليه وآله حيث سأله عن الإيمان ، فقال : أن تؤمن بالله ورسله واليوم الآخر ، أي : تصدق بذلك . ولو بقي من حقيقته شئ سوى ما ذكره له لبينه له ، فدل على أن حقيقته تتم بما أجابه بالقياس إلى كل مكلف . أما للنبي فلأنه المجاب به حين سأله ، وأما لغيره فللتأسي به .