نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 100
وأما تلك الكمالات الزائدة ، فإنما تكون باعتبار قرب المكلف إلى الله تعالى بسبب استشعاره لعظمة الله تعالى وكبريائه وشمول قدرته وعلمه ، وذلك لإشراق نفسه واطلاعها على ما في مصنوعات الله تعالى من الأحكام والاتقان والحكم والمصالح . فإن النفس إذا لاحظت هذه البدائع الغريبة العظيمة التي تحار في تعقلها مع علمها بأنها تشترك في الإمكان والافتقار إلى صانع يبدعها ويبديها متوحد في ذاته بذاته ، انكشف عليها كبرياء ذلك الصانع وعظمته وجلاله وإحاطته بكل شئ ، فيكثر خوفها وخشيتها واحترامها لذلك الصانع ، حتى كأنها لا تشاهد سواه ولا تخشى غيره ، فتنقطع عن غيره إليه ، وتسلم أزمة أمورها إليه ، حيث علمت أن لا رب غيره ، وأن المبدأ منه والمعاد إليه . فلا تزال شاخصة منتظرة لأمره حتى تأتيها ، فتفر إليه من ضيق الجهالة إلى سعة مغفرته [1] ورحمته ولطفه ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون . وكذا ما ورد في السنة مما يشعر بقبوله الزيادة والنقصان يمكن حمله على ما ذكرناه ، كحديث الجوارح ذكره في الكافي في باب طينة المؤمن والكافر عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن قاسم بن بريد [2] قال : حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام بعد كلام طويل قال قلت له : صفه [3] - يعني الإيمان - جعلت فداك حتى أفهمه . فقال : الإيمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل ، فمنه التام المنتهي تمامه ، ومنه الناقص البين نقصانه .
[1] في ( ط ) والبحار : معرفته . [2] في النسخ : يزيد . [3] في ( ن ) : صف لي . وفي البحار : صفه لي .
100
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 100