وهذا وجه للإشكال وجيه ، ذكره صاحب التحفة الاثنا عشرية [1] ، فإن تم سقط الاستدلال بعموم الاستثناء . _ _ ولكن عندما نراجع ألفاظ الحديث نجد فيها مجئ كلمة النبوة مستثناة بعد إلا ، وليس هناك جملة خبرية ، وسند هذا الحديث أو هذه الأحاديث سند معتبر ، وممن نص على صحة سند الحديث بهذا اللفظ : ابن كثير الدمشقي في كتابه في التاريخ البداية والنهاية [2] . على أن من المقرر عندهم في علم الأصول وفي علم البلاغة أيضا : إن الأصل في الاستثناء هو الاتصال ، ولا ترفع اليد عن هذا الأصل إلا بدليل ، إلا بقرينة ، وأراد صاحب التحفة أن يجعل الجملة الخبرية المستثناة قرينة ، وقد أجبنا عن ذلك بمجئ المستثنى اسما لا جملة خبرية . ولو أردتم أن تطلعوا على تعابيرهم وتصريحاتهم بأن الأصل في الاستثناء هو الاتصال لا الانقطاع ، فراجعوا كتاب المطول ، هذا الكتاب الموجود بأيدينا ، الذي ندرسه وندرسه في الحوزة
[1] التحفة الاثنا عشرية : 211 . [2] البداية والنهاية ، المجلد 4 الجزء 7 / 340 .