< فهرس الموضوعات > الإمام يرعى الأمة مع خذلانها له < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > قضية الأمة ككل من القضايا الكبرى < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > نص دعاء الاستسقاء < / فهرس الموضوعات > تشخص الأبصار في مثل ذلك إلا إلى الخليفة ! إن كانت له قابلية ما يدعي من مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتسنم أريكة الحكم ! والإمام زين العابدين عليه السلام بهذا الدعاء ، يثبت أنه الأحق بالتصدي لذلك المقام ، وأنه الملجأ الذي لا بد أن يوسط بين الأرض والسماء . هذا كله ، مع أن الأمة لم تقف إلى جانب الإمام عليه السلام ، ولم تراع حرمته في النسب ، ولاحقه في الإمامة ، بل خذلته ، حتى راح يقول : ( ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا ) . وليس المراد بذلك الحب مجرد العواطف والدموع والمجاملات ، فهؤلاء أهل الكوفة كانوا من أحذق الناس في ذرف دموع التماسيح على أهل البيت عليهم السلام بعنوان ( الحب ) حتى كان الإمام عليه السلام يستغيث من حبهم له ، ذلك الحب المعلن ، المبطن بالنفاق ، والذي انقلب على أبيه الإمام الحسين عليه السلام سيفا أودى به ! فليس الحب المطلوب لآل الرسول ، والذي دلت على لزومه آية المودة في القربى وأحاديث الرسول المصطفى ، هو الفارغ عن كل حق لهم في الحكم والإدارة ، أو الفقه والتشريع وعن كل معاني الولاء العملي ، والاقتداء والاتباع وإن ادعاه المحرفون ، أو حرفوه إلى مثل ذلك ، مكتفين لأهل البيت باسم ( الحب ) [1] . لكن قضية الأمة الإسلامية ، واقتصاد البلاد الإسلامية ، من القضايا المصيرية الكبرى ، التي لا توازيها الأضرار الصغيرة ولا الأخطاء الخاصة ، بل لا بد من تجاوز كل الاعتبارات في سبيل إحياء تلك القضايا الكبار . وبعد ، فلنعش في رحاب دعاء الاستسقاء : اللهم : اسقنا الغيث ، وانشر علينا رحمتك بغيثك المغدق ، من السحاب المنساق لنبات أرضك ، المونق في جميع الآفاق ، وامنن على عبادك بإيناع الثمرة ، وأحي بلادك ببلوغ الزهرة ، وأشهد ملائكتك الكرام السفرة بسقي منك نافع ، دائم غزره ، واسع درره ، وابل ، سريع ، عاجل ،
[1] لقد تحدثنا عن هذا التحريف لمؤدى الحب لأهل البيت عليهم السلام والذي تعمده الأعداء ظلما ، والتزمه العامة جهلا ، في كتابنا الحسين عليه السلام سماته وسيرته ، الفقرة ( 13 ) .