< فهرس الموضوعات > الإمام السجاد عليه السلام لم يترك المدينة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > كلام الإمام السجاد عليه السلام عن الدول < / فهرس الموضوعات > فقال عروة لعلي : يا علي ، إن من اعتزل أهل الجور ، والله يعلم منه سخطه لأعمالهم ، فكان منهم على ميل ثم أصابتهم عقوبة الله رجي له أن يسلم مما أصابهم . قال : فخرج عروة ، فسكن العقيق . قال عبد الله بن حسن : وخرجت أنا فنزلت سويقة [1] . أما الإمام زين العابدين فلم يخرج ، بل : آثر البقاء في المدينة طوال حياته [2] لأنه يعد مثل هذا الخروج فرارا من الزحف السياسي ، وإخلاءا للساحة الاجتماعية للظالمين ، يجولون فيها ويصولون . وما أعجب ما في النص من قوله : ( يجلسون كل ليلة . . . في مسجد الرسول ) وكأنه اجتماع منظم ، ولا ريب أن فيه تحديا صارخا للنظام يقوم به الإمام زين العابدين عليه السلام . ولعل اقتراح عروة بن الزبير - وهو من أعداء أهل البيت عليهم السلام - [3] كان تدبيرا سياسيا منه ، أو من قبل الحكام ، ومحاولة لإبعاد الإمام عليه السلام عن الحضور في الساحة الاجتماعية ، لكنه عليه السلام لم يخرج ، وظل يداوم مسيرته النضالية . 2 - وفي حديث آخر : قال الإمام زين العابدين عليه السلام : إن للحمق دولة على العقل ، وللمنكر دولة على المعروف ، وللشر دولة على الخير ، وللجهل دولة على الحلم ، وللجزع دولة على الصبر ، وللخرق دولة على الرفق ، وللبؤس دولة على الخصب ، وللشدة دولة على الرخاء ، وللرغبة دولة على الزهد ، وللبيوت الخبيثة دولة على بيوتات الشرف ، وللأرض السبخة دولة على الأرض العذبة . فنعوذ بالله من تلك الدول ، ومن الحياة في النقمات [4] . وإذا كانت ( الدولة ) - في اللسان العربي - هي : الغلبة والاستيلاء ، وهي من أبرز مقومات ( السلطة الحاكمة ) فإن الإمام عليه السلام يكون قد أدرج قضية السلطة السياسية
[1] تاريخ دمشق ومختصره لابن منظور ( 17 : 21 ) . [2] جهاد الشيعة ، لليثي ( ص 29 ) . [3] لاحظ تنقيح المقال ( 2 : 251 ) . [4] تاريخ دمشق ( الحديث 142 ) مختصر ابن منظور ( 17 : 255 ) .