< فهرس الموضوعات > كلام الإمام في بيان اختلاف الأمة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > قول الإمام لرجل : ( ( لو صرت إلى منازلنا لأريناك آثار جبرئيل ، أيكون أحد أعلم بالسنة منا ) ) < / فهرس الموضوعات > وقد انتحلت طوائف من هذه الأمة مفارقة أئمة الدين والشجرة النبوية أخلاص الديانة ، وأخذوا أنفسهم في مخاتل الرهبانية ، وتغالوا في العلوم ، ووصفوا الإسلام بأحسن صفاته ، وتحلوا بأحسن السنة ، حتى إذا طال عليهم الأمد ، وبعدت عليهم الشقة ، وامتحنوا بمحن الصادقين : رجعوا على أعقابهم ناكصين عن سبيل الهدى ، وعلم النجاة . وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا ، واحتجوا بمتشابه القرآن ، فتأولوه بآرائهم ، واتهموا مأثور الخبر مما استحسنوا ، يقتحمون أغمار الشبهات ، ودياجير الظلمات ، بغير قبس نور من الكتاب ، ولا أثرة علم من مظان العلم ، زعموا أنهم على الرشد من غيهم . وإلى من يفزع خلف هذه الأمة ؟ ! وقد درست أعلام الملة والدين بالفرقة والاختلاف ، يكفر بعضهم بعضا ، والله تعالى يقول : * ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات ) * [ ( سورة البقرة [2] الآية ( 213 ) ] . فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة ؟ وتأويل الحكمة ؟ إلا إلى أهل الكتاب ، وأبناء أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، الذين احتج الله بهم على عباده ، ولم يدع الخلق سدى من غير حجة . هل تعرفونهم ؟ أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة ، وبقايا صفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا ، وبرأهم من الآفات ، وافترض مودتهم في الكتاب ( 1 ) . وقال عليه السلام لرجل شاجره في مسألة شرعية فقهية : يا هذا ! لو صرت إلى منازلنا ، لأريناك آثار جبرئيل في رحالنا ، أيكون أحد أعلم بالسنة منا ؟ ( 2 ) . وقال لرجل من أهل العراق :