نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 85
أبان ، إنه إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين فيسلب لا إله إلا الله منهم إلا من كان على هذا الأمر " [1] . ومنها ومن نظائرها يظهر أن من لم يكن مواليا لمولانا أمير المؤمنين ومن بعده من الأئمة ( عليهم السلام ) تسلب منه ثمرة لا إله إلا الله ، ويكون توحيده وتهليله في الدنيا مجرد تحريك لسان لا ينتفع به في الآخرة ، فلا إشكال ولا منافاة بين الأخبار الدالة على أن " من قال : لا إله إلا الله فله الجنة ، أو دخل الجنة " وأمثال هذه العبارات دالة على عدم دخول مخالفينا الجنة وإن بالغوا واجتهدوا في العبادات بين الركن والمقام حتى صاروا كالشن البالي ، فإنهم ليسوا من أهل التوحيد المنتفعين بتوحيدهم في الآخرة لما فاتهم من الولاية الشديدة الحاجة إليها في تحقق الإيمان الموجب لاستحقاق الثواب ودخول الجنة ، فالمطلق من هذا الوجه أيضا مقيد . ومنها : أن يكون الموحد تاركا للدنيا زاهدا عنها ، فعن حذيفة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " لا يزال لا إله إلا الله ترد غضب الرب جل جلاله عن العباد ما كانوا لا يبالون ما انتقص من دنياهم إذا سلم دينهم ، فإذا كانوا لا يبالون ما انتقص من دينهم إذا سلمت دنياهم ثم قالوها ردت عليهم وقيل : كذبتم ولستم بها صادقين " [2] وهذا بعينه حال أبناء زماننا أجمعين ، إلا من عصمه الله وهم أقل الأقلين . ومنها : الموافاة على التوحيد كما تدل عليه رواية أبي ذر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " ما من عبد قال : لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " [3] . وبالجملة : المراد بالموحد - الذي لا يعذب بالنار إذا كان محسنا بأن يكون توحيده يحجزه عما حرمه الله وهو علامة إخلاصه ، لأنه إذا تيقن بأن الله ليس له شريك أن يمنعه عن عذابه حصل له الخوف على تقدير المخالفة فيترك المعاصي