نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 68
وقال بعض الفضلاء : والمراد بالطينة : إما التراب الذي يدخل في النطفة كما هو ظاهر الآيات الكثيرة وإن فسروها بغيرها ، مثل قوله تعالى : * ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) * [1] وظاهر الأخبار مثل صحيحة محمد بن مسلم عن أحدهما ( عليهما السلام ) قال : " من خلق من تربة دفن فيها " [2] ورواية الحارث بن المغيرة " قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها فماثها - أي خلطها - في النطفة ، فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن فيها " [3] ويمكن أن يكون المراد بها بعض النطفة لأن بعضها يخرج منه وبسببه يجب غسل الميت . أو يكون المراد منها النطفة مع التربة ، وبقاؤها مستديرة يمكن أن يكون على الحقيقة وتكون محفوظة حتى يبعث منها ، أو على المجاز بأنها دائرة على الحالات ولو في الكيزان والصحاف حتى يخلق منها . وقال آخوندنا المراد في حواشيه على الفقيه : يمكن أن يراد بالطينة ذرة من الذرات المسؤولة في الأزل بقوله : * ( ألست بربكم ) * بعد ما جعلت قابلة للخطاب بتعلق روح كل واحدة بها ، فيكون بدن كل إنسان مخلوقا من ذرة من تلك الذرات ، فينميها الله تعالى إلى ما شاء من غاية ثم يذهب عنها ما زاد عليها ، وتبقى مستديرة في القبر إلى ما شاء الله ، فيزيد فيها تلك الزيادات وقت الإحياء [4] . وفيه نظر ، أما أولا : فلأنه يستلزم القول بأزلية الأرواح ، وهو مع كونه خلاف ما ذهب إليه المليون من المسلمين وغيرهم إذ لا قديم عندهم في الوجود إلا الله ، والأخبار المتواترة من الطريقين ، بل هو من ضروريات الدين ، باطل لما تقرر من أنها حادثة بحدوث البدن ، قال صاحب التجريد : وهي حادثة [5] ، وهو ظاهر على قولنا ، وعلى قول الخصم لو كانت أزلية لزم اجتماع الضدين أو بطلان ما ثبت ،