نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 44
يتصور له معنى إذا حمل البدن على العنصري ، فإذا ما اجتنبوه إنما هو ذلك البدن لا بدنه الأصلي . وكذلك الاستقذار والاستيحاش والرؤية والمشاهدة والتدود وخروج الدم والقيح ونتن الرائحة وقبح الصورة إنما يتصور بالإضافة إلى ذلك البدن ، فإن عاقلا لا يتوهم أن بدنه الأصلي صار متصفا بتلك الصفات ليحتاج في دفعه إلى سلبها عنه ، بل بدنه الأصلي الذي بدنه العنصري كالغلاف له مما لا يفهمه كثير من الناس ، لكونه غير معروف بينهم ولا معهود ، بل لا معنى له على قوانين الشرع ، إذ المراد به كما يظهر منه ( قدس سره ) في بعض رسائله هو ما يتشكل في عالم الخيال والمثال الذي هو برزخ جامع بين العالمين : عالمي الأرواح والأجساد . قال في رسالة سماها بقرة العيون : وإلى هذا العالم يترقى المتروحون في معارجهم الروحانية الحاصلة بالانسلاخ من هذه الصور الطبيعية العنصرية ، واكتساء أرواحهم المظاهر الروحانية ، وفيه تتشكل النفوس الكاملة بصورهم المحسوسة في مكان آخر غير مكانهم الذي كانوا فيه ، أو تتشكل بأشكال غير أشكالهم المحسوسة وهم في دار الدنيا ، ويظهرون لمن يريدون الظهور له ، وبعد انتقالهم إلى الآخرة أيضا لازدياد تلك القوة بارتفاع المانع البدني . . . [1] إلى آخر ما قاله هناك . نعم لما كان المشهور بين الناس أن بدنه العنصري اتصفت بتلك الصفات دفعه ( عليه السلام ) بهذا الكلام ، والعلم عند الله وعند أهله محمد وآله العلماء الكرام . [ تحقيق في سبب محو القمر ] قال صاحب التحفة : سبب محو القمر أن الأشعة تنعكس من البخار وكرة البخار لصقالتهما انعكاسا بينا ، ولا تنعكس كذلك من سطح الربع المكشوف لخشونته ، فيكون المستنير من وجهه بالأشعة المنعكسة من كرة البخار وسطوح أضوأ من المستنير بالأشعة المستقيمة والمنعكسة من الربع المكشوف [2] .
[1] قرة العيون للفيض الكاشاني : 362 ط سنة 1399 ه - بيروت . [2] التحفة : مخطوط ، الحديقة الهلالية : 119 عنها .
44
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 44