نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 225
وعداوته لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، فإنه الذي أخرج أبا ذر من المدينة إلى الربذة للعلة المذكورة ، ولأنه خاصمه ، ومن ذهب مذهبه في منكر أتوه ، وحق أفنوه ، ومنبر علوه ، ومؤمن أرجؤوه ، ومنافق ولوه ، وولي آذوه ، وطريد آووه ، وصادق طردوه ، وكافر نصروه ، وإمام قهروه ، وفرض غيروه ، وأثر أنكروه ، وشر آثروه ، ودم أراقوه ، وخير بدلوه ، وكفر نصبوه ، وإرث غصبوه ، وفئ اقتطعوه ، وسحت أكلوه ، وخمس استحلوه ، وباطل أسسوه ، وفجور بسطوه ، ونفاق أسروه ، وغدر أضمروه ، وظلم نشروه ، ووعد أخلفوه ، وأمان خانوه ، وعهد نقضوه ، وحلال حرموه ، وحرام أحلوه ، إلى غير ذلك من مناكيرهم الغير المحصورة ، فلما رأوا ذلك منه طردوه عن حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الربذة فعاش فيها وحده حتى مات ( رضي الله عنه ) . وقال الكشي في رجاله : مكث أبو ذر ( رحمه الله ) بالربذة حتى مات ، فلما حضرته الوفاة قال لامرأته : اذبحي شاة من غنمك واصنعيها ، فإذا نضجت فاقعدي على قارعة الطريق ، فأول ركب ترينهم فقولي لهم : يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد قضى نحبه ، فأعينوني عليه وأجيبوه ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخبرني أني أموت في أرض غربة ، وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة علي رجال من أمته صالحون [1] . وعن محمد بن علقمة بن الأسود النخعي ، قال : خرجت في رهط أريد الحج منهم مالك بن الحارث الأشتر ، وعبد الله بن فضل التيمي ، ورفاعة بن شداد البجلي ، حتى قدمنا الربذة ، فإذا امرأة على قارعة الطريق ، تقول : يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد هلك غريبا ليس لي أحد يعينني عليه ، قال : فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا ، واسترجعنا على عظيم المصيبة ، ثم أقبلنا معها فجهزناه ، وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء ، ثم تعاونا على غسله حتى فرغنا منه ، ثم قدمنا مالك الأشتر فصلى بنا عليه ، ثم دفناه ، فقام الأشتر على قبره ثم قال : اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عبدك في العابدين ،