نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 223
في التفضيل ؟ والعجب أنه صرح بأن العمل بمنزلة الجسد ، فإن الجسد بغير روح لا خير فيه ، ولم يتفطن بأنه ينافي ما يقتضيه التفضيل ، وقال : إن هذا الخبر : إما عام مخصوص أو مطلق مقيد ، فيكون المراد أن نية بعض الأعمال الثقيلة كالحج والجهاد خير من بعض الأعمال الخفيفة كتسبيحة أو تحميدة أو قراءة آية في تلك النية من تحمل النفس المشقة الشديدة ، والتعرض للهم والغم الذي لا تحاذيه تلك الأعمال . قيل : وهذا التوجيه وإن كان خلاف الظاهر إلا أن المصير إلى خلافه متعين عند وجود ما يصرف اللفظ إليه ، وهو هنا حاصل ، لأن قوله : " نية المؤمن خير من عمله " يعارض قوله : " أفضل الأعمال أحمزها " فيجب صرفه عن الظاهر جمعا بينهما ، وقد مر وجه الجمع بينهما بوجه آخر . وقد قيل في الجمع : إن لفظة " خير " ليست بأفضل التفضيل ، بل المراد أن نية المؤمن خير من جملة أعماله ، ف " من " تبعيضية ، وإنما قال ذلك لئلا يتوهم أن النية لا يدخلها الخير والشر . نقل أن السيد الأجل المرتضى علم الهدى لما أفاد هذا الوجه استحسنه بعض الوزراء ، لأنه لا يرد عليه شئ من الإشكال ، والله أعلم بحقيقة الحال ، والصلاة على رسوله وآله خير آل . [ تحقيق حول أربعة أحاديث ذكر أنها لا أصل لها ] قال الشهيد الثاني ( قدس سره ) في الدراية بعد كلام متعلق بالحديث المشهور : قال بعض العلماء : أربعة أحاديث ترد على الألسن وليس لها أصل : من بشرني بخروج آذار بشرته بالجنة ، ومن آذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة ، ويوم نحركم يوم صومكم ، وللسائل حق وإن جاء على فرس [1] . أقول : هذا من هذا العالم وخاصة من شيخنا الشهيد - أعلى الله درجته - مع تتبعه في الأخبار وتصفحه في الآثار غريب عجيب ، لأن هذه الأحاديث لها أصل