نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 210
التي بعد العين ، فتفسير العاشوراء في جواب " ما العاشورا " حيث أتى ب " ما " الشارحة للإسم بالبكاء والتباكي والمرثية والعزاء على مصيبة الحسين بن علي ( عليهما السلام ) مجاز من باب تسمية الظرف باسم ما ينبغي أن يقع فيه ، وفيه من المبالغة والحث على البكاء والتباكي والمرثية والعزاء على مصيبة الحسين ( عليه السلام ) ما لا يخفى . وبكى يبكي بكى وبكاء بالقصر والمد ، قيل : القصر مع خروج الدمع ، والمد على إرادة الصوت ، وقد جمع الشاعر بين المعنيين كما في هذا الحديث ، فقال : بكت عيني وحق لها بكاها * وما يغني البكاء ولا العويل وتباكى الرجل تكلف البكاء ، ومنه " إن لم تجدوا البكاء فتباكوا " [1] . وقوله : " تعزى " أي : تصبر وتسلى في هذه المصيبة العظمى والرزية الكبرى وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، كما أمر الله به الصابرين من أهل المصاب [2] . والظاهر أن المراد أن هذه الخصال من حيث المجموع إنما يتحقق في هذه الأمة من حيث المجموع دون سائر الأمم ، لا أن كل واحد منها يتحقق في كل واحد منهم حتى يلزم منه تفضيل كل واحد من هذه الأمة على كل واحد من الأمم السابقة ، وهو خلاف الواقع ، ضرورة أن أوصياء الأنبياء ( عليهم السلام ) أفضل من آحاد هذه الأمة ، فالمراد تفضيل الكل على الكل لا الآحاد على الآحاد . ومما يدل على تفضيل هذه الأمة على سائر الأمم قوله تعالى : * ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) * [3] الآية . والمراد بالأمة هو أمة الإجابة لا الدعوة ، فإن أمة كل نبي أتباعه في دينه ، فمن لم يتبع دينه وإن كان في زمانه فليس من أمته ، وبه يندفع ما يمكن أن يقال : كيف يكون هذه الأمة خير أمة وقد قتل فيها ابن بنت نبيها ؟ فإن هؤلاء وأتباعهم وأشياعهم ليسوا من أمته في شئ لعدم اتباعهم دينه .
[1] تظلم الزهراء : 56 . [2] راجع سورة البقرة : 156 . [3] آل عمران : 110 .
210
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 210