نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 190
ولا عقلا ، كيف ولا قدرة له عليه ، فيكون معذورا في عدم إيمانه وترك ما يجب عليه فعله وفعل ما يجب عليه تركه ؟ فقوله : " لا يسلبه القدرة ولا اختيار الإيمان وإلا لبطل تكليفه " كما ترى ، إذ بطلان التالي على تقدير ذاتية شره ممنوع . والحق أن يقال : إن ذاته من حيث هي نسبتها إلى الخير والشر نسبة واحدة ، وإنما يفعل الشر بسوء اختياره كسائر أفراد نوعه ، ولا دخل فيه لخباثة أصله وفساد طبيعته ، وذلك لأنه تعالى لما كان عالما في الأزل بأن أي روح تصدر عنه أعمال الأشقياء باختياره في بدن طيب أو خبيث ، وأن أي روح تصدر عنه أعمال السعداء باختياره ، كذلك اقتضت حكمته أن يجعل للأول بدنا خبيثا وللثاني بدنا طيبا لمجرد المناسبة ، لأن لهذا البدن دخلا في الأفعال لوجوب صدور القبيح عن ذي البدن الخبيث وجوب لاحق لا سابق ، وكونه واسطة للقبيح إنما هو باعتبار أنه واسطة للإثبات والوجوب اللاحق لا للثبوت والوجوب السابق . وبالجملة : ولد الزنا من حيث هو فرد من أفراد هذا النوع ليس شره ذاتيا وإلا لكان جميع أفراده لكونه متحدا بالنوع ومختلفا بالشخص شريرا ، فالإيمان والفضل والكمال وأضدادها ليست تابعة لطيابة الأصل وصفاته وخباثة الأصل وفساده وإلا لزم الجبر وبطلان الشرائع والتأديب والسياسة والوعد والوعيد ، نعوذ بالله منه ، هذا . ويمكن أن تكون نسبة الأوسط إلى كونه ولد زنية إنما نشأت من قبل جده وجدته لا من جهة أبيه وأمه ، وذلك لما قد رواه أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي من رجال العامة ومن علماء السنة في كتاب المثالب " قال : كانت صهاك أمة حبشية لهشام بن عبد مناف ، فوقع عليها نفيل بن هشام ، ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح ، فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب " [1] . وهذا منهم غريب عجيب ، لأنهم ينسبون الشيعة إلى السب وعلماؤهم يروون ما ترى ، ثم يهملون