نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 185
فظهر بهذا التقرير أن كونهم ( عليهم السلام ) قبل الوصول إلى مرتبة الإمامة متعلمين بعضهم من بعض ومن غيرهم أيضا مما لا مانع للقول به أصلا ، لا عقلا ولا نقلا . هذا غاية ما يمكن أن يقال في هذه المسألة ولكنها بعد محل تأمل وتوقف ، لأن نفوسهم قدسية وعلومهم لدنية فلا حاجة لهم من بدو فطرتهم إلى آخر عمرهم إلى معلم من غيرهم ، ولو فرض وقوع ذلك منهم ورجوعهم إلى معلم من غيرهم حال الصبا وغيرها فليحمل ذلك على ضرب من مصلحة شاءوا وأرادوا ، فإنهم حين كانوا مشائم أرحام أمهاتهم كانوا علماء حلماء أبرارا أتقياء قانتين لله ولرسوله ، كما يدل عليه الخبر المتفق عليه بين الأمة ، ولم يحضرني الآن ألفاظه ولكن حاصله : أن سيدنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حين ما كان في مشيمة رحم أمه فاطمة ، كلما حضر النبي ( صلى الله عليه وآله ) قامت من مجلسها من دون اختيار منها ، فلما سئلت عنه قالت : إن هذا الجنين يحركني حركة يلجئني إلى القيام إليه [1] . وهذه المعنى صرح أكثر علماء العامة في تسميته ( عليه السلام ) بكرم الله وجهه ، وليس هذا أمرا مختصا بهم ( عليهم السلام ) بل كانت سيدة نساء العالمين وبضعة سيد المرسلين ومشكاة أنوار أئمة الدين وزوجة أشرف الوصيين البتول العذراء والإنسية الحوراء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها أيضا كذلك ، لما رواه مفضل بن عمر " قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : كيف كان ولادة فاطمة ( عليها السلام ) ، فقال : نعم ، إن خديجة لما تزوج بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هجرتها نسوة مكة ، فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة لذلك ، وكان جزعها وغمها حذرا عليه ، فلما حملت بفاطمة ( عليها السلام ) كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبرها ، وكانت تكتم ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة ( عليها السلام ) ، فقال لها : يا خديجة من تحدثين ؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة [2] .
[1] لم أعثر على نص الحديث . [2] بحار الأنوار 43 : 2 - 3 عن الأمالي .
185
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 185