نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 108
فإن قلت : إحدى روايتي النهي عن وصل الشعر المذكورة في التهذيب وإن كانت ضعيفة إلا أن الأخرى من مراسيل محمد بن أبي عمير ، وقد قال العلامة في النهاية : العدل إذا أرسل الحديث فالوجه المنع من قبوله ، إلا إذا عرف أنه لا يرسل إلا مع عدالة الواسطة كمراسيل محمد بن أبي عمير [1] . قلت : كلامه في التهذيب [2] خال عن هذا الاستثناء ، وهو الوجه كما بينه صاحب المعالم [3] ثم اختاره هو ونقله عن أبيه ( قدس سرهما ) ، وقد بسط القول فيه الشهيد الثاني بما لا مزيد عليه في الدراية [4] فليطلب من هناك . [ تحقيق حول المراد من النور في حديث أبي ذر وغيره ] قال ابن الأثير في النهاية : وفي حديث أبي ذر ، قال له ابن شقيق : لو كنت رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لسألته هل رأيت ربك عز وجل ؟ فقال : قد سألته ، فقال : نور أنى أراه ؟ أي : هو نور كيف أراه . سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث ، فقال : ما زلت منكرا له ، وما أدري ما وجهه ، وقال ابن خزيمة : في القلب من صحة هذا الخبر شئ فإن ابن شقيق لم يكن يثبت أبا ذر ، وقال بعض العلماء : النور جسم وعرض ، والباري عز وعلا ليس بجسم ولا عرض وإنما المراد أن حجابه النور ، وكذا روي في حديث أبي موسى . والمعنى : كيف أراه وحجابه النور ، أي : أن النور يمنع من رؤيته [5] انتهى . أقول : كثيرا ما يطلق النور ويراد به الموجود المفارق القائم بذاته المجرد عن المادة وعلائقها المستلزمة للنقص والظلمة ، فمنه قولهم : إن النفس الناطقة نور من أنوار الله القائمة لا في أين ، من الله مشرقها وإلى الله مغربها . وكذلك الأنوار العالية يعنون بها المفارقات والمجردات . ومنه ما ورد في الخبر عن سيد البشر : " أول ما خلق الله نوري " [6] . وفي رواية
[1] نهاية الأصول : 237 من المخطوط . [2] تهذيب الأصول : 89 من المخطوط . [3] المعالم : 213 . [4] الرعاية في علم الدراية للشهيد : 138 . [5] نهاية ابن الأثير 5 : 124 - 125 . [6] بحار الأنوار 1 : 96 .
108
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 108