وهي ثابتة في كل الحالات ، وبديهية عند كل إنسان ، توجد في فطرته وتتفتح مع نمو عقله . . فعندما تعطي طفلك شيئاً في يده ، ثم تأخذه من يده ، وتسأله أين هو ؟ لا يفتش عنه في يده ! ولو قلت له : هو في يدك وليس فيها ، لم يقبل . لأن عقله يحكم بأن التناقض مستحيل ! ! إن هذه المجموعة من المعلومات الثابتة رأس مال موهوبٌ من الله تعالى لكل إنسان ، وموهوبٌ له معها قدرة على الاتجار فيها لكسب مجهولات جديدة . . بما يسمى عملية التفكير والاستدلال . . وهذه العملية تنتج الصحيح والخاطئ ، وتتولد منها الحقائق النسبية ، وليس من البديهيات . مثلاً عندما نريد الاستدلال على خلق العالم نقول : العالم متغير ، وكل متغير حادث ، فالعالم إذن حادث . فقد استعملنا مقدمتين بديهيتين ، ووصلنا بهما إلى نتيجة جديدة هي ربح يضاف إلى معلوماتنا . وهذا الربح - وهو هنا صحيح - قد يتطرق اليه الخطأ فتكون النتيجة صحيحة بنظرنا وليست كذلك في الواقع . . وهذه نسميها نسبية . وقصدي بالسؤالين المتقدمين : - هل أن وجودك أنت حقيقة يقينية أم نسبية ؟ أن وجود الكون عند الإنسان ومنه وجوده هو ، بديهي . . فإن قال وجودي حقيقة مطلقة في كل الحالات ، فقد اعترف بالثابت . وإن قال وجودي نسبي وقد أكون في الواقع غير موجود ، فقد نقض نظريته ، لأنه شكك في وجوده هو وهو صاحب النظرية ، ونظريته جزء منه أو ناتج عنه ! ! - والسؤال الثاني عن نفس النظرية باعتبارها قاعدة تقول ( لا يوجد حقيقة مطلقة أبداً ، أو لا يوجد حقيقة مطلقة إلا الله تعالى ) ، هل هي قاعدة مطلقة أو