ثم ارتكب غربي مصادرة أخرى فقال : ( قل لي فديتك . . ما هي تلك النظرية الحسية التي ستبطل ، إن اعترف صاحبها بالمحسوس ؟ ! أقسم لك بأنني لا أعرفها . . ولا أعرف لا علمانياً ، ولا ملحداً ولا زنديقاً . . يعرفها ) ! فجعل المشكلة أننا نتهمهم بأنهم لا يعترفون بالمحسوس ! بينما مشكلتهم أن نظريتهم الحسية مبنية على الحس ، وهو موجود وغير محسوس ! ومن الواضح أن منطقه تحريف وتهريج وشتم ، وليس منطق نقاش علمي ! أما العلماني فهو الذي أضلهم جميعاً وهداهم إلى عبادة الأرباب الغربيين ! وقد تقدم قول غربي فيه : ( فاعلم يا رعاك الله بأن العلماني هو راعي الفتنة المباركة وهو عميدنا فيها ، وإن كنت تسأل عن أرباب الفكر الذين اهتديت بهم ، فأقسم لك بأن العلماني هو الصديق الوحيد بينهم ، والباقون هم أربابٌ لم يشرفني الزمان ولا المكان . . بصداقتهم ) . وهذا يعني أن أستاذهم العلماني يعرف النظرية الحسية التي يقوم عليها دينهم المادي ، أو التجريبية العلمية ( Scientific Empricism ) . ولا بد أنه قرأ قول نبيهم هيوم : ( لقد رأينا الساعات وهي تصنع في المصانع . ولكننا لم نر الكون وهو يصنع ، فكيف نسلم بأن له صانعًا ) . وقول نبيهم هكسلي : ( إذا كانت الحوادث تصدر عن قوانين طبيعية فلا ينبغي ان ننسبها إلى أسباب فوق الطبيعة ) . ( Tree of Culture . Ralph Linton ) ولا بد أنه يعرف أن ( الرأي الماركسي يعني إذن أن محتوى شعورنا ليس له من مصدر سوى الجزئيات الموضوعية التي تقدمها لنا الظروف الخارجية التي نعيش فيها وتعطى لنا في الإحساسات . وهذا كل ما في الأمر ) . ( المادية والمثالية في الفلسفة ص 71 ) . وقول ماوتسي تونغ موضحاً الرأي الماركسي في المسألة : ( إن مصدر كل معرفة يكمن في إحساسات أعضاء الحس الجسمية في الإنسان للعالم الموضوعي الذي يحيطه ) . ( حول التطبيق ص 11 ، من : فلسفتنا ص 24 ) .