معدوماً . . السمع عبارة عن نتيجة غير منظورة لتفاعلات مادية محسوسة ، ولكن السمع يا شيخنا ليس ممكناً بذاته بل مستطيع بغيره فقط . . ولو ألغينا سبله لما علمنا بوجوده . . لذلك فغير المنظور هنا يتولد عن المادة وتفاعلاتها بصورة مباشرة . . فهل يحق لنا أن نفصله عن المادة ونقول إنه من عالم الغيب ؟ وبأي مقدار . . . ؟ ؟ ؟ واسلم لي . وكتب ضمير : الأخ العاملي . أجدك أهملت مداخلتي ألا تحب الحوار ؟ أشكركم جميعاً . وكتب العاملي : الأخ العلماني ، قلت : ( لو جردنا السمع من الوسائل المؤدية اليه فماذا يبقى منه ؟ يعني ، لو صادرنا طبلة الأذن وأمتنا المنطقة السمعية في الدماغ فإن السمع يصبح معدوماً . . . السمع عبارة عن نتيجة غير منظورة لتفاعلات مادية محسوسة ، ولكن السمع يا شيخنا ليس ممكنا بذاته بل مستطاع بغيره فقط . . . الخ . ) وجوابه : أن جهاز الأذن ، والعصيبات ، وعمليات المخ . . كلها أدوات للوصول إلى السمع . . فالعلاقة بينهما علاقة الكاشف بالمكشوف ، وليست علاقة المؤثر بالأثر . . وفقدان الكاشف لا يدل على عدم وجود المكشوف . . فما أكثر الحقائق التي هي موجودة وجوداً حسياً أو غير حسي ، لكن ليس عندنا آلية لكشفها . . فالحس موجود مستقل وليس انعكاساً مادياً لأدواته حتى يكون وجوده بوجودها . بل إن لم توجد ظل هو موجوداً ، ولا يوجد ما يكشف وجوده . . بل لو وجدت وسيلة أخرى غير الأذن ، تؤدي دورها لحصل السمع . . فهو غير أدواته ! وإن أصريت على أن السمع أثر للمادة ، فهل هو أثر مادي أم لا ، فإن قلت مادي ، فأين هو ؟ وإن كان غير مادي . . فقد نقضت النظرية الحسية . . الأخ ضمير ، قلت : ( هل لك أن تتكرم بإعطائنا تعريفاً موجزاً للسمع ليمكننا التواصل في الحوار ) . لم أرغب أيها الأخ عن مناقشتك ، ولكن ليتواصل بحثي مع الأخ العلماني ، والآن أخبرنا أنه سيغيب إلى يوم السبت . . فأقول لك : إن الصحيح في السمع والحس أنه موجود بوجود مستقل عن الجسم ، وهو قوة من قوى الروح التي رتبت علاقتها معه بشكل تتقبل رموز تفاعلاته المادية وتترجمها إلى مدركات . إن الذي يكلمك ليس بدن مخاطبك بل روحه ، بوسيلة آلية معينة . . والذي يفهم منه ويجيبه ليس بدنك بل روحك ، بواسطة آلية معينة ! ! وكتب المهندس : شيخنا العاملي ، إسمح لي بالاستفادة منك ما دمنا قبل يوم السبت . أعجبني