وكتب المفكر العربي : شيخنا العاملي حفظه الله . قرأت ردك الكريم بموضوع الأخ حبيب عن الخلط بين العلمانية والإلحاد ، وأشكرك على ردك . لكن أخي الكريم الإلحاد كمبدأ يؤمن به الكثيرون في العالم الشرقي والغربي ، وأنا شخصياً غير ملحد بل مسيحي ملتزم بديني ، لكن أحترمهم كأشخاص لأنهم لديهم الشجاعة الكبيرة للإعلان عن مبادئهم بصراحة في مجتمعاتنا الشرقية المتعصبة فعلاً وقولاً ، رغم ما ينالهم من أذى من الكثيرين . لاشك أن التنوع بالأفكار والمعتقدات والأجناس فرضه الله تعالى وليس نحن ، فهو لو شاء لوحَّد الأديان بكلمة ، ولكنه قال : من شاء آمن ومن شاء كفر ، وبذلك تركها حرة تماماً للإنسان أعظم مخلوقاته ، والوحيد الذي أعطاه نعمة الاختيار بين مخلوقاته ، التي تعد بالملايين . والمشكلة الأساسية أن البعض تأخذه حمية وغيرة قويه ، نار تحرق الآخرين وتخترق حقهم بالتعبير عن آرائهم بحرية ، مهما بدت غريبة لنا ، فهو إنسان مكرم من الله ، ولديه صك حرية مثلنا تماماً أن يعتنق ما شاء له من فكر ، وأن حسابه سيقدمه لله فقط ، ويوم الحساب فقط . وما يفعله الذين يدعون الغيرة هو تعد صارخ على حريات الغير ، ومصادرة حق إلهي وطبيعي . لهم علينا أن نحترمهم جميعاً ، لأن الله كفله لهم بكل شرائعه وتكفله أيضاً الشرائع الوضعية . فعلينا إما أن نجادلهم بالحسنى إن وافقوا على المجادلة أو طلبوها ، أو نتوقف عنها إن لم يوافقوا ، ولكن الأساس هو الاحترام المتبادل بين الجميع ، واحترام رأيهم بالتعبير ، وأيضاً عليهم بالمقابل احترام آراء غيرهم من كافة التيارات الأخرى .