وكتب عيون : الأخ العاملي . . يعيبك أشياء وتميزك أشياء ، أما ما يعيبك فدعني أرجع إلى ردك السابق لأتناول كل مفرداته لتحليلها : أما قولك إنني ثوري من الدرجة الأولى ففيه نظر ! ويقابله وصفك للهجريين بأنهم مسالمون . . الخ . ويطالبون بحقهم بأدب وتواضع . . أنا لست ثورياً بمقدار ما تحمله أنت أو غيرك من ثورية في فكركم ، إنما أنا طالب للحقيقة ، معرٍّ للواقع . . ثم ها أنت تصفني بقلة الأدب والغرور عندما تقول " ويطالبون بحقهم بأدب وتواضع ! أما باقي تهكماتك التي دسست في كلماتك العسل ، لتخفي مقصدك ، فقد كفيت نفسي عدم الرد عليها . وما زلت أحترمك يا شيخنا رغم كل ذلك ، فأنت رجل نزيه ، وأحب هذه النزاهة فيك . أشكرك . وكتب غربي : شيخنا العاملي . . أما الفروسية التي خلعها عليَّ عيون ، فهي إن صدقت فمن الصعب أن يراها شيخ جليل مثلك أوهنت ناظريه النصوص الصفراء ، والقراءة في العتمة . والفوقية . . فهي لي وأيم أمي ، وهي لعيون بحسه الإنساني الجارف ، وهي للعلماني وسمو نظرته ، وهي للساخر بقلمه الناكئ لجراح الإنسان ، وهي لكل إنسان آمن بإنسانيته ، وبأنها سابقة لكل شئ ، معتلية عليه . ( إلا أني لا أقول فيك إلا خيراً ، فلم يثبت لي إلى الآن أنك مثلهم في العقيدة ) فماذا تقول فينا إذن يا شيخ الإسلام ؟ هل لأن عقيدتي أو غيري لا تناسب هوىً في بالك نصبح عندها عندك . . فاقدي الخيرية ؟ هذا ما عنيته أنا . . ويعنيه كل إنسان عندما يقول . . الإنسان . . فوق كل شئ .