وكتب حسن حسان : الحمد لله على نعمة الإسلام ، التي لم يرها البعض . الحمد لله على نعمة العقل الذي لم يرزق به البعض . والحمد لله على فقدان حرف الراء للبعض . آه على الراء . . . المفقودة . وكتب الشاهين : واصل . . واصل أيها الغربي ، " وألبي معك " لقد تنافخ المتنافخون ، وتقافز المتقافزون . . ونادى مناد بقتلك ، وآخر بنفيك . . واصل . . لكأني أراك في محرقة ابن رشد ، أو مقبرة صاحب كروية الأرض ، أو منفياً في الربذة ، أو ربما مصلوباً ! واصل . . قبحك الله ، ومن يخالف أو يأتي بجديد مثلك ! واصل إلى أن تقتل ، تنفى ، أو تلقى من علو شاهق . . وسأقبل فيك العزاء ، وأدفن ما تبقى من عقل وحرية مفتعلة ، بقبر إلى جانبك . . ودعهم فهم مأمورون . . الشاهين . . طفح الكيل ، وبلغ السيل الزبى . وكتب غشمرة : هذه المرة ضحكت بقوة والله ، لكنه كما قال عمنا المتنبي : ضحكٌ كالبكا ! تحول هذا الموضوع من سؤال مشروع وإجابات مختلفة ، وحوارات تبعث على التفكير ، إلى مشروع شخصه ومهاترات وتهم ، وهكذا تحول صديقنا غربي ( وهذه صداقة أتشرف بها ) إلى غربي ( بحذف الراء ) عند أقوام ، وإلى ابن رشد حديث عند آخرين ، وأهملت الفكرة الأساسية . هل كتب علينا أن نحب بشدة أو أن نكره بشدة ، دون حل وسط يبقي لنا جميعاً قدراً من الشعور المشترك بالاحترام المتبادل . كم أكره الوعظ ، وكم أكره أن ألجأ إليه ، وأحياناً أكره الوعاظ أيضاً ، لكن : إذا لم تجد إلا الأسنَّةَ مركباً * فما حيلة المضطر إلا ركوبها