responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 24


شئ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ . وقال : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شئ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ .
أما العقيدة التي انبثقت عنها الديمقراطية ، فهي عقيدة فصل الدين عن الحياة ، وفصل الدين عن الدولة ، وهي العقيدة المبنية على الحل الوسط بين رجال الدين النصارى الذين كان يُسخِّرهم الملوك والقياصرة ، ويتخذونهم مطية لاستغلال الشعوب وظلمها ، ومصّ دمائها باسم الدين ، والذين يريدون أن يكون كل شئ خاضعاً لهم باسم الدين ! وبين الفلاسفة والمفكرين الذين ينكرون الدين وسلطة رجال الدين ، وهذه العقيدة لم تنكر الدين ، لكنها ألغت دوره في الحياة ، وفي الدولة ، وبالتالي جعلت الإنسان هو الذي يضع نظامه . وهذه العقيدة هي القاعدة الفكرية التي بنى عليها الغرب أفكاره وعنها انبثق نظامه ، وعلى أساسها عيَّن اتجاهه الفكري ووجهة نظره في الحياة ، وعنها انبثقت الديمقراطية .
أما الإسلام فإنه على النقيض كلياً من ذلك ، فهو مبني على العقيدة الإسلامية التي توجب تسيير جميع شؤون الحياة وجميع شؤون الدولة بأوامر الله ونواهيه ، أي بالأحكام الشرعية المنبثقة عن هذه العقيدة ، وأن الإنسان لا يملك أن يضع نظامه ، وإنما عليه أن يسير وفق النظام الذي وضعه الله له .
وعلى أساس هذه العقيدة قامت حضارة الإسلام وعُيِّنت وجهة نظره في الحياة .
وكتب العاملي :
الإخوة الأعزاء ، ما ذكرتموه صحيح في أكثر أنواع نظم الحكم التي تسمى بالديمقراطية ، وليس في جميعها . . فلو تأملتم في نظريات الديمقراطية وتطبيقاتها لوجدتم أنها أنواع عديدة ، فلا تستعجلوا بالتعميم في إصدار الحكم .
لو قال لكم شخص : أنا مسلم مؤمن بالإسلام وبوجوب تطبيق أحكامه ، ولكن لو دار الأمر بين أن يحكمني بالإسلام الملا عمر . . أو يحكمني حاكم بنظام غير

24

نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست