ماذا عن العقل ؟ أليس له حرمة هو الآخر ؟ أم أن العبرة . . بالمكحل ؟ ! ليس الفرج بمقام العقل . . ولا يمكن المقاربة ولا المقارنة بينهما . . العقل هو مُتكأ حفظ الفرج وهو مصدر حراكه ، وهو أساس ما يجلب من مصاب ونكال على صاحبه . لا يصوغ القرآن أي خطاب يتعلق بحرمة العقل ، إلا ذلك الخطاب الآحادي الذي يطالب بفرض الرسوم ، والحجب ، على العقل المقولب الذي صاغه هو ! واستمر الحال ، طوال فترة التمويل الإسلامي ، لبنية الفكر العربي ، يعمل على تشكيل نفس الحرمة للعقل المقولب ، ولا يلتفت إلى هذه الحرمة عندما يتعلق الأمر بأي عقل إنساني آخر . ربما كان لهذا الخطاب المتصل ، دور كبير فيما يعانيه العرب من نكبة في حرياتهم ، ونكسة في بناهم العقلية ، وتأخر في طرائق تفكيرهم وتناولهم لأي أمر . حرمة العقل ، هي ما يعطي للحرية قداستها . . وعندما يتم التسلط على العقول ، بالحجب ، والمنع ، والغسيل - الوسخ . . . المستمر ، تصبح الحرية مطلباً غالياً وعزيزاً ، أعز من طلب الثأر لانتهاك العرض وأعز من طلب دم العار . وتصبح فاجعة فقدها . . . أبشع وأشنع من فقد بكارة المغتصبة ، وأنكى من فقد الشرف . قال غربي . . عندما نحصل على حقنا في حفظ عقولنا من الانتهاك . . سننظر لاحقاً . . . في أمر الفروج . فكتب غشمرة : مغالطة ! يا غربي هذه مغالطة ! إحص آيات العقل وأدواته وأساليبه في القرآن ثم احص آيات حفظ الفروج ، ثم ناقش إن أحببت ! أما هذا الإجتزاء فهو إيهام غير مقبول ، لأنه باختصار شديد : غير صحيح ! نشوفك على خير .