عندما يتصدق ابن ماء ، فهو لا ينكر لذة شعورية تعتري جوارحه ، وتجعله أثيراً لنفسه ، وترضي ذاته ، وتحقق قناعاته . ولا هم له من الحور العين . . إلا حوراء يروم وصالها ، في حياته الدنيا . وكتب غربي : بصراحة . . " الجزء الثاني " وبصراحة يا ملح . . بين غربي والشيوعيون . . عداءٌ ، مستحكمٌ قديم . ولكنني أحبهم . . وأت كان أي دو ؟ كلما انطلقت في دربٍ أخضر . . وجدتهم سبقوني إلى نهايته ! كله جمال يا ملح . . بالمطرقة والسندان . . أو بغيرهما . . المجد للإنسان . على فكرة . . ذكرتني بالغالية نشوى . وكتب أبو مهدي : هذا بالضبط هدف الدين الذي لا تؤمن به أيها العزيز الغربي : أن ينهض بالإنسان الذي تؤمن به ويدفعه إلى سمو : " ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك " . و " إن أناسا عبدوا الله خوفاً فتلك عبادة العبيد ، وأناساً عبدوا الله طمعاً فتلك عبادة التجار ، وأناس عبدوا الله شكراً ، فتلك عبادة الأحرار " . يقول السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان : إن عبادة الأحرار هي الوحيدة التي تستحق اسم العبادة . والدين يا عزيزي هذا هو هدفه . . لا أريد أن أدخل في كلام حول النظرة إلى منشأ الأفعال حتى التي تسميها مجردة ، ولكن أقول إن المطلوب هو الكمال للإنسان ، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ، وإن لم يفد هذا الغرض السامي ، فلتنفع الأساليب الرخيصة نوعاً ما . . وأنا أتحداك وأعني ما أقول أتحداك أن تجد إنساناً حولك يملك التوجه نحو الفضيلة لأنها فضيلة . . شخص لا يكذب حتى لو كان خلاف مصلحته لأن الكذب ليس فضيلة . . وشخص لا ينظر لغير زوجته نظرة رغبة لأن ذلك خلاف الفضيلة . .