responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 216


الذي يقوم بالعمل ويرجو ثواب الله ، وبين أي شخص يقوم بالعمل ليرضي ذوقاً أو جمالاً أو فضيلةً متخيلةً . . وهذه المفاضلة مسألة ذوق وهوى وليست مما يحكم فيه العقل .
ثالثاً : موضوع رابعة العدوية والقول الشهير المنسوب إليها لا يكاد يخلو منه كتاب تصوف ، وإذا لم تخني الذاكرة فقد ورد في كتاب الغزالي " إحياء علوم الدين " وقد قرأت هذا القول منسوباً لرابعة العدوية في عدد من المواضع ، ولم أسمع عن نسبته للإمام علي بن أبي طالب إلا منك .
رابعاً : لم يذكر الله سبحانه وتعالى أن من علامات العرفان به ومحبته هو عدم الرغبة في جنته أو عدم الخوف من عذابه . . وأرجو ذكر أي موضع في القرآن ورد فيه خلاف ما ذكرته لك ، لا سيما وأنت تذكر وجود الاتفاق بين الفقهاء والأصوليين في هذه النقطة .
وكتب نادر :
وعندنا ولو على الأقل ، نحن المسلمين : أن القوة القاهرة التي خلقت الكون ، ووازنت بين مكوناته ، وجعلته يسبح في فلك محدد تدور أجرامه حول بعضها في مدرات ثابتة ، يحكمها قانون الجذب والتنافر ، هي القوة نفسها التي حددت الثوابت الاجتماعية كالعدل والمساواة والجزاء .
ولو بقي فهم البشر لهذه الثوابت كما نزلت من السماء ، لبقوا محافظين على إنسانيتهم ، كما تحافظ أمهم الأرض على صفاتها الأصلية وهي تدور حول الشمس بمدار محدد ومسافة ثابتة لو قدر لها أن تتجاوزها لتجمدت أو احترقت ! وهكذا الإنسان يرتفع إلى مستوى إنسانيته بقدر تطبيقه للثوابت الدينية ، أو يهبط إلى أسفل عندما يخل بها ، وهذا ما كانت تعيشه البشرية طول فترة تاريخها ، من ارتفاع أو هبوط ، حسب تطبيقها لتلك الثوابت ، أو التمرد عليها .

216

نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست