responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 164


رصده من الظواهر الكونية ، وثانيهما القراءة والاطلاع على العقول الإنسانية الجبارة التي بَلَت الموضوع قبلنا ، وحاولت سبر غوره . .
وها أنذا أعترف بأني لم أخرج من هذا ولا ذاك إلا بالهباء المنثور ، رغم طول الطريق ووحشة السفر وقلة الزاد . . . لقد خبرت " البرهان الأونطولوجي " عند القديس إنسلم ورينيه ديكارت . ثم سبرت غور " الدليل الكوسمولوجي " عند غوتفريد ولهلم لايبنيتز . وكنت قبل ذلك قد اطلعت على " الإثبات الفيزي - تيليولوجي ( أو الطبيعي الغائي ) " عند أرسطو وبويس والقديس توما الأكويني وجان جاك روسو .
ثم بين هذا وذاك تمعنت في " دليل العناية " و " دليل الاختراع " في القرآن ( كما لخصهما أبو الوليد محمد بن رشد ) . . نعم ، لقد رأيت كل ذلك ، ثم أتى إيمانويل كانت يبرهن لي في كتابه نقد العقل الخالص على استحالة إقامة الدليل على وجود الله ، ويفند كل ما أتى به الآخرون . .
ثم جاء بعد " كانت " " نيتشه " يعلن موت الله و " كارل ماركس " يندد باستلاب الإنسان و " سيمون فايل " تبذر بذور الإلحاد . . فنسفت فلسفة الآخرين ما جاء به الأولون . .
لذلك يا شيخنا الكريم ، أجد نفسي ملزماً اليوم بعدم القطع في هذه المعضلة ، فليس لي أن أتخذ موقفاً يعاكس ما وصلت إليه من نتائج معرفية ، ولكن مهما تكن النتيجة فإن موقفي واضح بالنسبة لما قالوا لنا عنه بأنه أديان سماوية ، فهذه الأديان لا يمكن أن تكون إلا بشرية محضة ، إذ ليس في ظهرانيها ما يصلها بالسماء بأي وشيجة من الوشائج . . وهي مستقاة من مصدر مشرقي واحد أدى تفاعله مع روافده إلى بوتقتها في " التوراة والإنجيل " أولاً وفي " القرآن " ثانياً . .

164

نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست