أنتم تنظرون لحكام العالم العربي والإسلامي ولذا يكون الجواب ب " لا " سلفاً قبل أن تضعوا السؤال ! ! هل يشكل العرب والمسلمون خطورة حضارية على العالم الغربي " ؟ أجيب معكم ب " لا " عند النظر للعالم العربي والإسلامي تحت النظم الحاكمة الحالية ! أما مع عدم النظر لها بل التوجه للشعوب وهذه الرؤية هي الصحيحة التي يجب أن ينظر بها المثقف فاختلف معكم وأجيب ب " نعم " يشكل كل من العرب والمسلمين خطراً حضارياً على العالم الغربي ! فدونكم ما كتبه صموئيل بي هانتيجتون أستاذ نظم الحكومات ومدير معهد جون أم أولين للدراسات الإستراتيجية بجامعة هاروارد في دراسته المسماة ب " صدام الحضارات " التي وضعها أساساً في إطار مشروع لمعهد أولين عن البيئة الأمنية المتغيرة والمصالح القومية الأمريكية . كما ألفت انتباهكم لظاهرة الاستشراق وما أعقبها ، وقراءة متأنية في وليدها علم الإنثروبولوجيا ، ومجاله الذي ما برح العالم الثالث أو جزء منه ( الإنيروبولوجيا والاستعمار لجيرار لكلرك ص 11 ) والذي وفق هذا التحديد يكون المشرق الإسلامي ، والذي أطلقت عليه الدوائر الاستعمارية مصطلح الشرق الأوسط ، هو أحد أبرز مساحات الاهتمام الأنثروبولوجي . ولعل ما صدر خلال العقدين الأخيرين من دراسات حولها وخاصة الجزء الثاني من السجل البيلوغرافي ، عن ثقافة الشرق الأوسط والمعنون ب : " الأنثروبولوجيا الثقافية للشرق الأوسط ، بيلو غرافيا ( 1988 - 1992 ) لمؤلفه رود ستريب والذي يحددها بمساحة جغرافية تبدأ من تركيا شمالاً وتنتهي بالجزيرة العربية وشمال السودان جنوباً ، ومن موريتانيا غرباً وحتى أفغانستان شرقاً . .