رجل منكم ، لي ما لكم ، وعلي ما عليكم . . . " إلى آخر خطبته المعروفة . ثم التفت يمينا وشمالا فقال : " ألا لا يقولن رجل منكم قد غمرتهم الدنيا فاتخذوا العقار ، وفجروا الأنهار ، وركبوا الخيول الفارهة ، واتخذوا الوصائف الروقة ، فصار ذلك عليهم عارا وشنارا إذ منعتهم ما كانوا يخوضون فيه ، وأصرتهم إلى حقوقهم التي يعملون ، فينقمون ذلك ويستنكرون ، يقولون : حرمنا ابن أبي طالب حقوقنا . وأيما رجل استجاب لله ورسوله ، فصدق ملتنا ، ودخل في ديننا ، واستقبل قبلتنا ، فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده ، فأنتم عباد الله والمال مال الله ، يقسم بينكم بالسوية ، لا فضل لأحد على أحد وللمتقين غدا أحسن الجزاء وأفضل الثواب . وإذا كان غدا - إن شاء الله - فاغدوا علينا ، فإن عندنا مالا نقسمه فيكم ، ولا يتخلفن أحد منكم ، عربي ولا عجمي ، كان من أهل العطاء أو لم يكن ، إذا كان مسلما حرا إلا حضر ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم " .