وروح الشهوة . فبروح القدس - يا جابر - عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى . ثم قال : يا جابر ، إن هذه الأربعة أرواح يصيبها الحدثان إلا روح القدس . فإنها لا تلهو ولا تلعب . [1] وروى أيضا عن الحسين بن محمد مسندا عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره . فقال : يا مفضل إن الله تبارك وتعالى جعل في النبي صلى الله عليه وآله خمسة أرواح : روح الحياة ، فبه دب ودرج ، وروح القوة فبه نهض وجاهد ، وروح الشهوة ، فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال ، وروح الإيمان فبه آمن وعدل ، وروح القدس ، فبه حمل النبوة . فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله ، انتقل روح القدس فصار إلى الإمام . وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو . والأربعة الأرواح تنام وتغفل وتزهو وتلهو . وروح القدس كان يرى به . [2] وروى أيضا عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى مسندا عن أبي خديجة قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام . فقال لي : إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقته يحسن فيه ويتقي ، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي . فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه وتسيخ في الثرى عند إساءته . فتعاهدوا - عباد الله - نعمه بإصلاحكم أنفسكم ، تزدادوا يقينا وتربحوا نفيسا ثمينا . رحم الله امرءا هم بخير فعمله ، أو هم بشر فارتدع عنه .
[1] المصدر السابق / 272 . [2] المصدر السابق / 272 .